لم يكن تحطم الطائرة الجزائرية 5017 AH الأسبوع المنصرم، أول كوارث الطيران المدني هذا العام، فقد شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الحوادث الغامضة للطائرات، ذهب المئات ضحية لها. وبرغم أن الطائرات من أكثر وسائل النقل أمانا، نتيجة التطور التكنولوجي الكبير، والصيانة المستمرة والدورية ، حيث تحتم الأنظمة عدم إقلاع أي طائرة ، إلا بعد فحص كامل وصيانة لكل ما يجب صيانته من قبل مختصين. ولكن يبدو أن هذا ليس كافياً لمنع الكوارث ، فالأشهر الأربعة الأخيرة سجل فيها رقم قياسي ، بعد تعرض أربع طائرات مدنية لحوادث مأساوية ، أودت بحياة المئات من الركّاب. وفيما يلي استعراض لأكبر حوادث الطيران خلال الأشهر الأربعة الماضية: الحادث الأول: اختفاء الطائرة الماليزية MH370 بعد إقلاعها من مطار كوالالمبور في طريقها إلى العاصمة الصينية بكين، اختفت الطائرة الماليزية المنكوبة عن شاشات الرادار، يوم السبت الثامن من شهر مارس. واستنفرت الدول المحيطة أساطيلها وطائراتها في محاولة للعثور على حطام الطائرة، أو ما ينبىء بمصير الركاب والرحلة، إلا أن الجهود المبذولة لم تؤد إلى أي نتيجة، ولم يعرف مصير 239 راكبا كانوا على متن الطائرة، رغم مشاركة 26 دولة بأكثر من 40 سفينة و34 طائرة في عمليات البحث عن حقيقة "أغرب حادث اختفاء طائرة في العصر الحديث" . الحادث الثاني: تحطم الطائرة التايوانيةGE222 في رحلة داخلية بتايوان، لقي 45 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب سبعة آخرون بجروح، إثر تحطم طائرتهم التابعة لشركة ترانس التايوانية، لدى هبوطها اضطراريا. وتحطمت الطائرة قرب المطار في جزيرة بنغو، وهي في طريقها إلى العاصمة تابيه، علما أنها كانت تقل 48 شخصا إضافة إلى أربعة من أفراد الطاقم. الحادث الثالث: انفجار الطائرة الماليزية (الثانية) MH17 لم تكد الخطوط الجوية الماليزية تصحو من كارثة اختفاء طائرتها الأولى، حتى أصاب طائرتها MH17 صاروخ أرض جو مجهول المصدر بالقرب من مدينة شاختارسك في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، اثناء توجهها من أمستردام إلى كوالالمبور. وسقط ضحية هذا الحادث 298 شخصا، وتناثرت أجزاء الطائرة فوق قرية غرابوف، ولم يتبن أي طرف من الأطراف المتنازعة إسقاط الطائرة، في ظل توجه دولي إلى مناقشة القضية أمام مجلس الأمن الدولي. الحادث الرابع: سقوط الطائرة الجزائرية 5017 AH بعد 50 دقيقة من إقلاعها من مطار واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، فقدت هيئات الملاحة الجوية الاتصال بطائرة جزائرية من نوع "آيرباص 320′′، كانت تقل 110 مسافرين فوق شمال مالي عندما اختفت. وكانت الهيئات الملاحية الجزائرية قد طلبت من الطائرة تغيير المسار بسبب سوء الرؤيا وتفاديا لمخاطر الاصطدام مع طائرة أخرى تقوم برحلة بين الجزائر وباماكو، إلا أن "الاتصال انقطع بعد تغيير المسار".