تسعى المملكة لوضع أسس جديدة في علاقاتها الدبلوماسية الدولية، حيث يزور أعضاء في الحكومة الولاياتالمتحدةوالصين، وهم يتطلعون من وراء تلك الزيارات لإقامة علاقات جيدة، كما أن زيارتهم الدبلوماسية للبلدين تظهر أن المملكة تستكشف مسارات جديدة. وتحدثت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" عن أنه وبعد سنوات من النفور النسبي في العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة، يبدو أن بداية جديدة ممكنة الحدوث. واعتبرت أن تصريحات ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كان لها التأثير المطلوب، وهو ما ظهر في البيان الصادر عن أحد مستشاري ولي ولي العهد بعد الاجتماع. وأكدت على أن تقييم "ترامب" لإيران يختلف بشكل واضح عن تقييم الرئيس السابق "باراك أوباما"، حيث اتفق ولي ولي العهد والرئيس الأمريكي في نفس وجهات النظر المتعلقة بالتوسع الإيراني في المنطقة، في الوقت الذي رأت فيه الرياض من قبل أن الحوار بين واشنطن وطهران في عهد "أوباما" يقوض العلاقة الممتدة لعقود بين المملكة والولاياتالمتحدة. وأضافت أنه في الوقت الذي كان يتحدث فيه الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي في واشنطن، كان خادم الحرمين الملك سلمان يجري استقباله في الصين التي وقعت مع المملكة على اتفاقيات واستثمارات ب65 مليار دولار. وذكرت أن زيارة خادم الحرمين للصين لم تنصب فحسب على التجارة، فالبلدين يقتربان بشكل أكبر إلى بعضهما البعض سياسيا وعسكريا أيضا، ففي الوقت الذي تسعى فيه الصين لحلفاء لتقف أمام التواجد الأمريكي في آسيا، تحاول المملكة إقامة علاقات وتعاون دولي جديد. ولفتت إلى أن المملكة تنظر أيضا باتجاه الشرق والصين تعلب دور مهم جدا هناك، ونقلا عن أحد المحللين فإن الصين تريد أيضا توسيع علاقاتها العسكرية مع المملكة. ونقلت عن مصادر مقربة من الحكومة الصينية، أن بكين تريد استخدام زيارة خادم الحرمين كفرصة لإيصال الشراكة الاستراتيجية مع المملكة إلى مستوى أعلى، والتي من بينها العلاقات الدبلوماسية أيضا. واختتمت بأن المملكة والولاياتالمتحدة تقربتا من جديد إلى بعضهما البعض، لكن الرياض تدرك أن تلك العلاقات ليست محصنة، وبالتالي فإن المملكة تبقى خياراتها وعلاقاتها مع الصين منفتحة جدا.