تتواصل جهود الإنقاذ بعد ما شهدته جدة يوم أمس من هطول إمطار غزيرة أدت إلى تحول الطرق الرئيسة إلى بحيرات من المياه المتجمعة مما اضطر رجال المرور إلى إغلاق وإيقاف حركة السير في عدة طرق رئيسية من اهمها طريق المدينةالمنورة فيما تم تعليق الاختبارات بجامعة الملك عبد العزيز وكلياتها المختلفة والتي تبدأ بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا وسوف يتم الإعلان عن الموعد الجديد في وقت لاحق ، ومن حسن حظ الطلاب ان هذه الأمطار الغزيرة قد جاءت بعد انتهاء اختباراتهم مباشرة وتمكن العديد منهم من العودة الى منازلهم . وفي نفس السياق، قال العميد عبدالله الجداوي مدير عام الدفاع المدني في جدة، إن القوات المسلحة وحرس الحدود يشاركان في أكبر عملية إنقاذ تشهدها المملكة لانتشال العالقين بسبب سيولجدة, وأفاد الجداوي بأنه تم إنقاذ ألف وخمسمئة شخص حتى الآن. وكان قائد طيران الدفاع المدني في السعودية اللواء طيار محمد الحربي قد أكد في ساعة مبكرة من فجر الخميس أن جهود طيران الدفاع المدني في محافظة جدة أثمرت عن إنقاذ أربعمئة وأربعين شخصاً من السيول، متوقعاً أن يرتفع العدد إلى 500 شخص مع ساعات الصباح الأولى من اليوم. من جهتها واصلت أمانة جدة أعمال إزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار، في كافة الأحياء خاصة في حي السامر، وقامت الأمانة بتحديد المواقع التي تجمعت فيها مياه الأمطار التي وصلت إلى 40 موقعا جرى العمل على شفط تجمعات مياه الأمطار منها وأوضح رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة المهندس هشام عابدين أنه لم تتأثر أنفاق محافظة جدة بكميات الأمطار التي هطلت خلال اليومين، وبين أن نفق طريق الملك عبدالله لم يشهد أي تأثر من جراء الأمطار الأخيرة مؤكداً أن الأمانة ستعمل على تنفيذ خط لتصريف المياه السطحية يعمل على تصريف مياه الأمطار فوق النفق من الناحية الشمالية وربطه بشبكة التصريف بشارع حائل، كما يتم حاليا تصريف المياه عن طريق المضخات إلى شارع حائل حتى يتم تنفيذ الخط الأساسي . وأفاد أن نفق تقاطع الأمير ماجد مع الروضة ونفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد لم يشهدا أي تجمعات لمياه الأمطار، وسيتم العمل على تنفيذ خط تصريف للمياه السطحية مشيراً إلى أن المياه التي أغرقت نفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد المرة السابقة كانت نتيجة سيول قادمة للنفق من الناحية الجنوبية، وهو ما سيتم مراعاته مع جميع الأنفاق مستقبلا . وأشار عابدين إلى أن أكثر الأحياء تضررا من جراء الأمطار هو حي السامر وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الحي بالإضافة إلى مياه الأمطار، وقد تعاملت الأمانة مع ذلك بتوفير وايتات لشفط تجمعات المياه . وأفاد رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة أن مواقع تجمعات مياه الأمطار جرى التعامل معها بواسطة 130 وايتا منها 80 ناقلة تابعة للأمانة ومقاوليها و50 من ناقلات الأهالي، فضلا على المضخات والمكانس. وأكد أنه يوجد ما يزيد على 40 فرقة ميدانية تابعة للأمانة موزعة على كافة أحياء مدينة جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور والدفاع المدني عند الحاجة، مشيرا إلى أنه يوجد كذلك 6 فرق صيانة تعمل على متابعة فتحات تصريف مياه الأمطار وتتابع شبكات التصريف القائمة وقنوات السيول وتعمل على تسهيل دخول مياه الأمطار إليها. وأفاد أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة، جرى تطبيق خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، وأماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسة أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، ونشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ، إضافة إلى توزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدى غرفة العمليات مسبقا التي تتجمع فيها مياه الأمطار للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة. وتتضمن خطة الأمانة تحديد مسئوليات وواجبات كل إدارة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة مثل (الشرطة،والدوريات الأمنية،والأرصاد وحماية البيئة، والمرور، والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه والكهرباء،ووزارة النقل ،وشركة الكهرباء) ووضعت الخطة برنامج العمل خلال فترة التنفيذ بالإضافة إلى تحديد أسماء المسئولين في كل الإدارات على مدار اليوم حسب نظام الورديات وبمعدل (8) ساعات لكل وردية. ويعمل على تنفيذ الخطة مديرو عموم الإدارات المعنية ،ورؤساء البلديات الفرعية وموظفوها وعمالها ؛بالإضافة إلى المسئولين والعاملين في الشركات العاملة مع الأمانة ومندوبي الإدارات الأخرى المشاركة، وقد تم حشد الطاقات البشرية والمالية وتجهيز المعدات اللازمة والمتوفرة لدى الأمانة ومقاوليها لتنفيذ خطة عمل الأمانة بالمستوى المطلوب من جهتها اعلنت الشئون الصحية في محافظة جدة حالة الطوارىء وتجهيز العديد من فرق الطوارىء والإسعاف لمواجهة اي طارىء واكدت بان مستشفياتها الرئيسة بجدة وهي مستشفى الملك فهد ومستشفى الملك عبد العزيز والثغر قد وضعت في حالة استنفار كامل بحيث تواكب الأوضاع الناتجة عن هذه الأمطار . واستنفر رجال الدفاع المدني جميع الفرق العاملة فيها ووضع جميع آلياته في حالة استعداد تام لمواجهة اي طارىء قد يحدث من هذه الأمطار والسيول الناتجة عنها والتي قد تأتي من الأودية المحيطة بجدة وقد تنتج عنها اضرار في بعض الأحياء الواقعة في طرق ومنافذ هذه السيول وقد استخدم الدفاع المدني القوارب المطاطية لإنقاذ العديد من المواطنين والمقيمين من سياراتهم بعد غرقها في الشوارع وغرق البيوت في العديد من الأحياء وكانت هناك مشاركة فاعلة من آليات حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة.