تحاول إيران طمأنة الغرب بشأن برنامجها النووي فقدمت معلومات تقنية للمرة الأولى في محاولة التأكيد على سلمية مفاعلاتها النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير جديد عرض أمس أن إيران سعت للمرة الأولى منذ العام 2008 إلى تهدئة المخاوف من "أبعاد عسكرية محتملة" لبرنامجها النووي، عبر تقديمها معلومات تتعلق بصواعق يمكن استخدامها لأغراض مختلفة. وقال التقرير الفصلي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس أن طهران قدمت إلى الوكالة الذرية معلومات عن صواعق يمكن استخدامها لأغراض عدة بما فيها السلاح النووي، في إطار الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر. وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو في التقرير أن إيران قدمت خلال اجتماعات تقنية في أواخر إبريل وبداية الأسبوع الحالي "معلومات وتوضيحات بما في ذلك وثائق لتبرير حاجتها واستخدامها أسلاك الصواعق المتفجرة اكسبلودينغ واير ديتونيتر -اي بي دبليو". وأضاف أن إيران "زودت الوكالة بمعلومات تشير إلى أن استخدام هذه الصواعق بشكل متزامن جرى لغرض مدني". وقال امانو في التقرير الذي رفع إلى الدول الأعضاء في الوكالة "أنها المرة الأولى منذ العام 2008 التي تقوم فيها إيران بتبادل تقني (للمعلومات) مع الوكالة حول هذه المسألة أو مسائل أخرى على صلة بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني". ومسألة الصواعق "اي بي دبليو واحدة من "سبعة إجراءات عملية" اتفقت إيران والقوى الكبرى على تنفيذها بموجب الاتفاق المرحلي الذي وقع في نوفمبر ويفترض أن ينجز في 15 مايو. ويلحظ الاتفاق تجميدا جزئيا للأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية على طهران. ويعبر المجتمع الدولي منذ سنوات عن قلقه إزاء الجوانب العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. وفي نوفمبر 2011، تحدثت الوكالة الذرية عن معلومات استخبارية تقول إن إيران أجرت حتى 2003 وربما بعده أبحاثا حول تطوير الأسلحة النووية. ونفت إيران باستمرار هذه المعلومات وتصر على أن أهداف برنامجها النووي سلمية ومدنية. وبموجب اتفاق نوفمبر الماضي، وافقت إيران على تحويل و"تمييع" مخزونها من اليورانيوم المخصب، ما يصعب القدرة على تصنيع المواد اللازمة للقنبلة النووية بسرعة. وما زال هناك 38,4 كلغ من المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لا بحاجة إلى تحويل مقابل 160,6 كلغ في شباط/فبراير، وفق ما جاء في تقرير الوكالة الذرية. وذكر التقرير أن برامج التخصيب لا تزال مجمدة حيث لم يخصب اليورانيوم بأي نسبة تتخطى 5% ولم توضع أي آلة للطرد المركزي في منشآت التخصيب. ومن الممكن استخدام اليورانيوم المخصب لتصنيع الوقود النووي وأيضا لتصنيع أساس القنبلة النووية.