عالم خال من أمراض القلب قد يبدو أمرا مستحيلا، لكن الباحثين في جامعة "جون هوبكنز" الأمريكية باتوا على مقربة خطوة واحدة من تحقيق هذا الحلم الذي يراود الجميع. فقد بات العلماء بجامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية على مقربة من استئصال أمراض القلب المزمنة بين الكثير من مرضاها، خاصة الناجمة عن تراكم المستويات المفرطة من الكوليسترول المتزايدة على جدار الشرايين. وفى دراسة جديدة نشرت في دورية "الدورة الدموية"، كشفت النقاب عن دواء جديد يمكنه أن يقلل بل يمكنه القضاء على الآثار الضارة للنظام الغذائي الغنى بالدهون والكوليسترول على صحة القلب والجسم. وعلى الرغم من فاعلية الدواء لصحة القلب والمخ بصفة خاصة، إلا أنه يلعب أيضا دورا هاما في استفادة كل الجسم من هذه الفوائد الصحية له. وأضافت "إيكاترينا بيشفا" أستاذ الأوعية الدموية والقلب والمشرفة على تطوير الأبحاث، أن نظام القلب والأوعية الدموية بأكمله يستفيد من الآثار الجانبية للعقاقير المكافحة لمستوى الكوليسترول المرتفع، مشيرة إلى أن سلامة القلب هي أكثر ما يقلقها بسبب أنها في نهاية المطاف المراكز الأكثر إنهاكا عند تكدس الترسبات الدهنية على جدران الشرايين. وتبين الدراسة أن الدواء الجديد قيد البحث والدراسة، والذي يعرف باسم "دي – بيدب" يعمل على تغيير آلية عمل التمثيل الغذائي للدهون، ويزيل خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب. ويعمل الدواء على وقف تطور تصلب الشرايين، حيث ينجم التصلب عن تراكم الدهون والكوليسترول على جدار الشرايين والأوعية الدموية، ليصبح السبب الرئيسي وراء الإصابة بالنوبات القلبية، ليصبح تصلب الشرايين بصفة خاصة السبب الأول وراء الإصابة بالنوبات القلبية. وتعد أمراض القلب الناجمة عن تصلب الشرايين الأكثر شيوعا من مثيلتها الناجمة عن أسباب أخرى، والذي يتطور عندما تتراكم الدهون داخل الأوعية الدموية على مر الزمن، مما يجعلها شديدة الخطورة حيث تمنع من التدفق الطبيعي والسليم للدم إلى القلب وخلايا المخ، وتشمل أنواعا أخرى من أمراض القلب الهيكلية، والأشخاص الذين ولدوا مع تشوهات في القلب، وهو أمر نادر، وفشل القلب (في الغالب نتيجة لسوء أداء عضلة القلب، التي يمكن أن تكون نتيجة لعدد من الأسباب، بما في ذلك تصلب الشرايين، والتي يمكن أن يكون سببها ظروف أخرى، مثل الالتهابات الفيروسية للقلب) وسوف تستفيد أيضا من هذا التطور.