مع اشتداد فصل الصيف تخرج الحيات والثعابين من جحورها إلى الخلاء فيصاب الناس بالفزع، خاصة إذا ما خرجت من مكان لم يتوقعه أحد، فتنقض عليها الأيدي بالحجارة وبالنعال لقتلها وإبعادها، وهذه الكائنات تسمى ذوات الدم البارد؛ لأنها لا تخرج إلا في الحر، وهناك من المخلوقات ما يشابهها في نفس التصرف ولكنها لا تخرج إلا في الأحداث الساخنة لتنضم إلى أحد الأطراف فيصاب الناس بالذهول من توقيت خروجها وانقلابها بدون مقدمات على أقرب الناس إليها، وبالمناسبة فإن العلماء يقولون: إن كل المخلوقات يمكن تألف الإنسان وتندمج معه ما عدا تلك المخلوقات فهي متشابهة إلى حد كبير حتى في ملمسها، لقد أخرجت حرارة الأحداث في تركيا تلك النوعية من جحورها ومن زواياها، فانقلبت فجأة ضد الشعب التركي بجميع أطيافه رغم أنهم لا ينتمون إليه ولا تجمعهم معهم أي نقاط مشتركة، خرجوا يطالبون الجيش التركي بقتل الناس، وسفك دمائهم، وبتدمير كل شيء ممكن وبأسرع وقت، يريدون من تركيا أن تصبح مثل سوريا، هؤلاء القوم صدعوا رؤوسنا بالمطالبة بالديمقراطية والحرية أزمنة مديدة وأعواماً عديدة، وبمجرد ذكر لفظ الأمة لهم ينقلبون إلى نسخة مكررة من لينين وهتلر وبشار، إنها الليبروفاشية بعينها، والغريب في هؤلاء أنهم يطالبون الناس ليل نهار بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ويتهمون مخالفيهم بالتحريض بينما لا يرون ما يقومون به، لقد أطلق بعض مغردي تويتر على تلك النوعية من المخلوقات "القساعم" نسبة إلى تغريدة لأحدهم، وبما أن الشارع السياسي عموماً يعيش صدمة أحداث تركيا والعدد الهائل من الخونة الذين تم القبض عليهم يتساءل: هل تركيا الدولة الوحيدة في المنطقة التي فيها خونة بهذا الحجم وهذا التخطيط؟ يقول القيادي في حزب الشعب الجمهوري وأشد معارضي أردوغان: سأبقى معارضاً للسيد أردوغان ولحزب العدالة والتنمية بعد انكشاف الغمة، أما اليوم: فلنمت جميعاً ولا يمر هؤلاء إلا على أجسادنا، أو نردهم خائبين.. بالله علموا قساعمتنا.. مع السلامة.