بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت منظمة هيومان رايتس تقريراً عدائياً عن المملكة العربية السعودية بعنوان: (كمن يعيش في صندوق: المرأة ونظام ولاية الرجل في السعودية). وقال التقرير: إن المرأة أسيرة لنظام الولاية الذي يحرمها حريتها وحقوقها، وأن السعوديات يطالبن بإلغائه. ووجه التقرير خطاباً شديدَ اللهجة للحكومة بضرورة الاستجابة لمطالب المواطنات – على حد زعمهم – حيث قالت سارة ليا، مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة: من مصلحة الحكومة أن تُصغي لمطالب مواطناتها، وتحررهن من قيود نظام ولاية الرجل". وادعت هيومن رايتس ووتش: أنها قابلت 61 امرأة سعودية ورجلاً سعودياً لإعداد التقرير. علماً أنها أوردت أسماء مستعارة مجهولة بحجة الخوف من تبعات التصريح، وعلى فرض صحة تلك التصاريح فهل تعتبر هذه العينة عشوائية أم منتقاة بعناية لتوجيه التقرير الوجهة المخطط لها؟ وهل هذا العدد الضئيل جداً يمثل عينة مقبولة للمجتمع السعودي لغرض الدراسة؟ ولنترك هذا التقرير الذي أعدته جهة خارجية بعيدة عن ديننا وشرعنا ومجتمعنا، فهو ليس بغريب على منظمة هيومن رايتس ووتش، ولا الأول منها، وليس غريباً على تقارير منظمات الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي تناصب شرائع الإسلام المتعلقة بالمرأة والطفل والأسرة العداء وتحاربها حرباً شعواء. هذا ليس بمستغرب فالله تعالى يقول: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير {120} البقرة". إنما المستغرب والمؤلم أن نجد من أبناء وبنات الإسلام في هذا البلد من يؤيد هذه الدعوات لإبطال شرع الله وتعطيل أحكامه، ويستعدي منظمات حقوق الإنسان على دينه ووطنه وأهله. لست أعني هنا تلك الأسماء المستعارة التي تنتشر في تويتر وتنشط في محاربة شرع الله مدعية أنها لنساء سعوديات، فأنا أعلم يقينا أن أولئك المجاهيل المندسين خلف معرفات مجهولة هم مغرضون وكثير منهم رجال متخفون، أو رجال ونساء من بلاد أخرى يدعون أنهم نساء سعوديات لأغراض مشبوهة. هؤلاء المجاهيل هم للكذب والخداع أقرب، ولو كانوا أصحاب قضية فعلاً لكتبوا بأسمائهم الصريحة. إنما اللواتي أقصدهن ثلة قليلة من بنات ديني ووطني، تأثرن بتلك الدعوات وانخدعن بها وتبنينها واشتركن فيها، وإني لأعجب كيف يطيب لمسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحاد الله ورسوله، وتدعو لتعطيل شرعه؟ أليس الله تعالى يقول: {الرجال قوامون على النساء}؟ أليس تعالى يقول: {وللرجال عليهن درجة}؟ وهو القائل {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً} [36 الأحزاب]". وتبرر بعض النساء تأييدها لإسقاط ولاية الرجل بالظلم الذي يقع عليها من وليها، ونقول لأولئك: إن خطأ الرجل لا يعالج بعصيان الله تعالى، وأن الابتلاء الذي يصيبك من ظلم ولي أمرك إنما هو اختبار لك وتمحيص. ولئن اتقيت الله فسيجعل لك من همك وظلمه لك مخرجاً: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} [2 الطلاق]. ولئن اتقيت الله فسيجعل لك من أمرك يسراً: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} [4 الطلاق]. ولئن اتقيت الله فسيكفر عنك سيئاتك ويعظم لك الأجر: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً} [5 الطلاق]. فلنقل يا أُخيَّات الدين والعقيدة: لا.. لا يا سارة ليا، لا لك ولكل من وراءك، لا لن نؤثركم على ربنا وما جاءنا من الهدى. ختاماً: فإن المشاركة في الهاشتاقات الموجهة لجهات خارجية لطلب المساعدة والضغط على الحكومة لتغيير دساتيرها وأنظمتها الشرعية يعتبر خيانة عظمى لهذا الوطن، ويعد تحريضاً صريحاً على سيادته وسلطته، وهو عمل يستحق إدراجه ضمن الجرائم الإلكترونية، وهذا ما يدركه خفافيش الظلام، نسأل الله أن يكفي المسلمات شرورهم، وندرأ به في نحورهم. اللهم احفظ شرعك وحكمك، وإماءك المؤمنات، اللهم فاحفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، واكبت عدونا وعدوك، واحفظ إيماننا وأمننا، وانصر دينك وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك الصالحين آمين. عفاف الحقيل