قصة حقيقية: فتاة من فتيات أحد دور أيتام الرياض (مقطوعة من شجرة) كما هو معروف، تزوجت شابا من دور الأيتام أيضاً (مقطوع من شجرة) ورزقا طفلة جميلة. كان ذلك بعد حياة حافلة بالمعاناة التي لا يعلمها إلا الله، إلا أن الاستقرار لم يدم طويلاً، فقد توفي الزوج بحادث سير، واضطرت الزوجة أن تعود إلى الدار مرة أخرى، ولكن في هذه المرة اختلف الوضع، فقد أصبحت أما، واسمها غير موجود لديهم، مما يعني أن عليها تدبير أمرها فوراً؛ إذ هي مجرد ضيفة مؤقته وستعود إلى الشارع الذي التقطت منه في بداية حياتها. هذا يحدث في السعودية.. الدولة الأولى في الاحتياطي النقدي عالمياً، والأولى في تصدير البترول على مستوى العالم، ولديها مشاريع بنى تحتية تتجاوز الترليون ريال، ورغم هذا فقد غفلنا عن معاناة مثل هذا الأخت، حيث لا يوجد لها راتب ولا سكن من الجهات المختصة، زد على ذلك عدم وجود عائل لها ولا قريب ولا بعيد من الناس يستضيفها أو يسمع قصتها أو يقف معها ضد الجهات التي لا تريد بقاءها في دار الإيتام، خاصة أنه لا يوجد لدينا ملاجئ لمثل هذه الحالة، وحسب علمي فإن المطلقات من بنات الدار يعانين معاناة لا يعلمها إلا الله..! فأين الرحمة ؟ وأين المسؤولية الاجتماعية ؟ وأين الذين صدّعوا رؤوسنا بقضايا المرأة ؟ أم أن عليها أن تلقى حجابها وتخرج في وسائل الإعلام مطالبة بحقوقها كي يأتي من يعطيها وسام الشجاعة !!