هاجم مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرج أنشطة المراقبة الشاملة التي تقوم بها حكومة الولاياتالمتحدة، قائلاً إنه اتصل شخصيًا بالرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ليعرب له عن استيائه. وقال المدير التنفيذي ومؤسس الشبكة الاجتماعية "فيسبوك": "عندما يعمل مهندسونا بشكل متواصل على تحسين الأمن، فإننا نظن بذلك أننا نحميكم من المجرمين وليس من حكومة بلادنا". وتابع زوكربيرج البالغ من العمر 29 عامًا، قائلاً "اتصلتُ بالرئيس أوباما لأعبر له عن استيائي بشأن الضرر الذي ألحقته الحكومة بمستقبلنا، ولسوء الحظ، يبدو أن الطريق لتحقيق إصلاح حقيقي طويل". وتأتي مكالمة زوكربيرج بعد يوم فقط من وثيقة سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية "إدوارد سنودن"، وكشفت أن الوكالة قامت بإصابة الملايين من أجهزة الحاسب الشخصي حول العالم ببرمجيات خبيثة بهدف السيطرة عليها. وأظهرت الوثيقة التي كشف عنها موقع "ذي إنترسيبت" The Intercept كيف قامت وكالة الأمن القومي بإنشاء صفحات وهمية تنتحل شخصية "فيسبوك" بهدف جمع بيانات المستخدمين، فضلاً عن زرع برمجيات خبيثة تسرق البيانات المخزنة على أجهزة الحاسب الشخصي التي زارت تلك الصفحات. وكانت شبكة "فيسبوك" التي تُعتبر الأكبر في العالم مع عدد مستخدمين نشطين شهريًا يفوق المليار ومائتي مليون، قد انتقلت العام الماضي لدعم التصفح وفق بروتوكول الإنترنت الآمن "إتش تي تي بي إس" HTTPS، وتشفير جميع صفحاتها، مما يجعل مسألة الانتحال أكثر صعوبة. وكان سنودن قد نشر العام الماضي الكثير من أسرار وكالة الأمن القومي، وكيف تقوم بالتنصت على أسلاك الاتصالات المتصلة بخوادم شركات مثل "جوجل" و "ياهو"، معترضةً بيانات المستخدمين دون علم تلك الشركات. وقال زوكربيرج إنه يتعين على حكومة الولاياتالمتحدة أن تكون بطلاً لشبكة الإنترنت، وليس تهديدًا كما أنها تحتاج إلى أن تكون أكثر شفافية حول ما تقوم به وإلا فإن الناس سيفكرون بالأسوأ.