رغم توالي التحذيرات من مخاطر ما يسمى بمشروبات الطاقة إلا أن الإقبال عليها في تزايد، ويعزو البعض ذلك إلى قيام شركات هذه المشروبات بتسويق منتجاتها في حملات دعائية تدمج رياضات مثل التسلق وسباق الدراجات، مما يجعلها ترتبط في أذهان المشاهدين بالسرعة والقوة التي ستمنح الشخص عندما يشربها كما منحت بطل الإعلان ذلك. وبرغم المحتوى الإعلاني الشيق – الذي تم حظره في المملكة – إلا أنه تبقى الحقيقة التي أبرزتها وكالة "رويترز" وهي أنه لا توجد معطيات علمية كافية لدعم مزاعم مشروبات الطاقة عن تحسينها للأداء الرياضي أو الجسمي أو العقلي، أو جعل الشخص قادرا على القيادة إذا كان متعبا. وأكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من جهتها أن مشروبات الطاقة ليست بديلا إطلاقا عن الراحة والنوم، كما أن الكافيين وإن كان قد يجعل الشخص يقظا إلا أن قدرات الشخص على الحكم على الأشياء والعمل قد تبقى غير كافية نتيجة التعب. وهذا يعني أن كونك مستيقظا نتيجة شربك لمشروب الطاقة لا يعني أنك لست بحاجة للراحة وأنك قادر على قيادة السيارة مثلا، إذ إنه رغم تناولك لمشروب الطاقة قد تكون قدرتك على التركيز والاستجابة ورد الفعل في الطريق قليلة مما قد يعرضك لخطر الحوادث التي قد تكون قاتلة. وتشدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على ضرورة استشارة الشخص لطبيبه أو موفر الرعاية الصحية قبل تعاطيه لأي من مشروبات الطاقة، إذ قد يكون مصابا بظرف أو مرض يؤدي مشروب الطاقة إلى تفاقمه أو إلى حدوث مضاعفات خطيرة. ومصطلح "مشروب الطاقة" يصف عادة المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين بالإضافة لمواد أخرى مثل التورين والغوارانا وفيتامينات "ب"، والتي تدعي أنها تزود مستهلكيها بالطاقة والحيوية. وهذا المصطلح ليس علميا أو طبيا، بل هو مصطلح تجاري تسويقي وضعته صناعة شركات المشروبات. مكونات مشروبات الطاقة الكافيين هو المادة المنبهة الأساسية في مشروب الطاقة، ويقول مصنعو المشروبات إنه يقاوم التعب ويطرد النعاس من عينيك، ولكن الأطباء يوصون بألا يتجاوز المأخوذ اليومي منه مائة إلى مائتين مليغرام، أما إذا كان الشخص يعاني من أمراض معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم فقد يوصيه الطبيب بخفض ما يأخذه منه إلى مقدار أقل من ذلك. وتحتوي العبوة الواحدة من مشروب الطاقة على كمية من الكافيين تتراوح بين 72 مليغراما إلى 150 مليغراما، كما قد تصل في بعض الأنواع وفي حالة العبوات كبيرة الحجم من المنتج إلى 300 مليغرام أو أكثر. وهذا يعني أن الشخص قد يتناول كمية كبيرة من الكافيين خاصة إذا شرب أكثر من عبوة يوميا، بالإضافة لما يحصل عليه الشخص من شرب الشاي والقهوة والكولا. التورين: وهو حمض أميني يوجد في مشروبات الطاقة، ويزعم أنصاره أنه يقلل مخاطر السكري والصرع، وأنه يزيد الأداء الرياضي، ولكن لا توجد معطيات علمية لدعم أي من هذه الادعاءات. الغوارانا: وهي بذور نبات في منطقة الأمازون، وتحتوي على تركيز مرتفع للغاية من الكافيين، وبالتالي فإن لها نفس تأثيرات الكافيين وبكل تأكيد نفس مخاطره وآثاره الجانبية. فيتامينات "ب": التي تضاف إلى مشروبات الطاقة بدعوى أنها تحفز الأداء العقلي والجسمي. ولكن معظم الأشخاص يحصلون على فيتامينات "ب" من الغذاء خاصة عندما يكون متوازنا وصحيا، كما أن تناول كميات كبيرة من فيتامين "ب6″ له مخاطر على الصحة. الكارنيتين: مركب طبيعي يصنع في الكبد والكلى، ويدعي أنصاره أنه يساعد على التعافي بعد الأداء الرياضي ولكن لا معطيات علمية كافية لدعم هذا، بالإضافة إلى أن تناول أكثر من 3 غرامات منه يوميا قد يسبب الغثيان والقيء والإسهال. الغلوكورونولاكتون: وهو مركب ينتج في الجسم طبيعيا، ويقول أنصاره إنه يساعد على إزالة السموم من الجسم ومحاربة السرطان، ولكن لا توجد معطيات علمية كافية لدعم هذه المزاعم. السكريات:التي تضاف كميات كبيرة منها أيضا للمشروب لإعطاء الشخص الطاقة، مما يجعل محتواها من السعرات الحرارية مرتفعا، وبالتالي يجعل من الصعب على الشخص فقدان الوزن أو حتى المحافظة على وزن صحي. الجنسينغ والجينكو بيلوبا: وهي أعشاب يدعى أنها تحفز الطاقة، كما يقول أنصار الجنسينغ إنه يزيد القدرة الجنسية. ولكن لا أدلة علمية كافية لدعم هذه الادعاءات. كما أن هذه الأعشاب قد تتداخل مع تأثير بعض الأدوية مثل الإنسولين وخافضات السكر الفموية ومميعات الدم ومدرات البول.