حافلة واحدة من الطراز القديم تتسع ل 24 راكباً وحدها تقلُّ مئات الداخلين والخارجين من وإلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا, يشكوا الناس من الزحام الشديد والتدافع عند حضور "الباص الصغير" الذي يركبه أكثر من خمسين راكباً في النقلة الواحدة بين الجانب السوري والتركي حيث تُقدر هذه المسافة ب / 3كم / تمنع فيها السلطات التركية السير على الأقدام. تقول أم خالد وهي سيدة سورية من محافظة إدلب أنها تعاني من الانتظار الطويل للباص الذي ما أن يصل حتى يبدأ الناس بالركض نحو بابه الصغير والتدافع العنيف مما يؤدي لصعوبة ركوب النساء في الباص وانتظار عودته مرّات عديدة, وتضيفُ أم خالد أن الضغط داخل الحافلة قد يسبب أمراضاً على الأطفال والنساء الحوامل. أما الشاب إبراهيم وهو مقاتل سابق في الجيش السوري الحر قال إن ظاهرة التدافع على باب الباص الصغير يتحمل مسؤوليتها الائتلاف السوري المعارض الذي لم يهتم بمشكلة المواصلات على المعبر الحدودي رغم إعلامه بذلك أكثر من مرّة حسب قوله, وأضاف إبراهيم الذي يتلقى العلاج في بلدة الريحانية الحدودية أن ركوب الباص وسط الزحام والتدافع قد يزيد من آلام إصابته خاصةً أن البعض يحمل معه حقائب ويرميها في ممر الباص قبل صعوده وأحياناً تُصيب قدمه الجريحة. لكن الشاب الحلبي عُمر يُصرّ دائماً على الدخول والخروج من وإلى سوريا عن طرق التهريب الترابية ويقول أن في ذلك وقتاً أوفر ومسافةً أقصر تُنجيه من انتظار الباص على المعبر النظامي والتدافع عليه, إلا أن عُمر يعرض نفسه لخطر إطلاق النار من عناصر "الجندرما" التركية, ويسارع العشرات من الشُبان لطرق التهريب عند خروجهم أو دخولهم للأراضي السورية خاصة الذين لا يملكون جوازات السفر ويضطرون لزيارة ذويهم النازحين إلى مدينة أنطاكيا التركية القريبة من الحدود ويطالب المارّة الفصائل المسيطرة على المعبر والإئتلاف الوطني السوري بتوفير شبكة مواصلات أفضل لمعبر باب الهوى لسهولة الحركة ومنع الأضرار والأمراض نتيجة الضغط داخل الباص خاصة في أيام الصيف الحار, يُذكر أن الباص المذكور ينقل المسافرين والمارّة بدون أجرة. وتَمنع السلطات التركية دخول السيارات الصغيرة خاصةً بعد حادثة انفجار السيارة المفخخة على الجانب التركي لمعبر باب الهوى بتاريخ / 1792013م / وبحسب مصادر تركية شبه رسمية فإن السيارات التركية الخاصة والعامة مُنعت من دخول الأراضي السورية لفترة غير محدودة باسثناء شاحنات الإغاثة شريطة أن يكون السائق سوري. كما يُفتتح المعبر عند الساعة التاسعة من صباح كل يوم ويتم إغلاقه عند الساعة الرابعة, ويعتبر هذا التوقيت غير مناسباً للشاب السوري عُدي الذي يضطر بشكل شبه يومي لجلب حاجات بلدته في ريف حماه حيث يسلك طريق التهريب إذا فاته توقيت المعبر, ويسيطر على الجانب السوري من باب الهوى عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية المنضوية تحت فصيل الجبهة الإسلامية, كما يضم المعبر مشفى جراحي مزوّد بأجهزة طبية لاستقبال معظم الحالات, ويُقابل المشفى مقرُّ المحكمة الشرعية التي تعالج قضايا المواطنين ويلجئ إليها أصحاب العقارات الذين أضاعوا أراضيهم نتيجة دخول جيش النظام عليها في وقت سابق, وتعالج المحكمة الشرعية النزاعات الشخصية بين المقاتلين والأهالي وجميع من يلجأ إليها.