رأى الشقيقان الباكستانيان رشيد خان وقاسم خان أن أعظم هدية يمكن أن يقدماها إلى والديهما لعلمهما بما لهما من فضل عليهما منذ حملهما وولادتهما وتربيتهما، هي حجة الإسلام. يقول رشيد خان: كانت حياتنا المادية صعبة وظروفنا المعيشية قاسية، لذا اعتمدنا على أنفسنا أنا وأخي قاسم. وذهبنا للعمل خارج باكستان وذلك لرفع مستوى معيشتنا واحتضان والدينا في كبرهما. ورغم معارضة الوالدين لسفرنا، إلا أنهما في النهاية وافقا على مضض، وبعد سنتين اتفقت مع أخي قاسم أن نقدم هدية رمزية لوالدينا اللذين كانا يتمنيان الذهاب إلى مكةالمكرمة وأداء الركن الخامس، وبالفعل أخذ كلٌّ منا إجازة وذهبنا إلى باكستان، وأخبرنا والدينا أننا سوف نذهب جميعاً لأداء مناسك الحج. وأضاف، بينما الدموع تغالبه، قائلاً: تلك الليلة لن ننساها، حيث كانت دموع أمي سيدة الموقف، وتابع رشيد خان فرحاً: اليوم نحن جميعاً في المشاعر المقدسة، ونتجه الآن لرمي الجمرات الثلاث في ثاني أيام التشريق، ونسأل الله أن يبارك حجنا ويرضي والدينا عنا. يقول الأب: الحمد لله الذي حفظ لي ابنيَّ إلى هذا اليوم. وقال: أنا راضٍ عنهما كل الرضا، وأضاف -وفقا ل "الشرق" -: إذا وصلنا إلى باكستان سوف أقوم بتزويجهما في ليلة واحدة رداً لهذا المعروف الجليل الذي كنت أتمناه وأمهما منذ زمن بعيد. ولم يخف رشيد وقاسم فرحتهما بهذا الخبر السعيد، وأخذا يقبلان والديهما في مشهد فاضت فيه الدموع أمام حشود حجاج بيت الله الحرام المتوجهين إلى جسر الجمرات.