شهد الكيان الصهيوني في عام 2015 أكبر موجة هجرة يهودية إلى أراضيها خلال الأعوام 12 الأخيرة، حيث تجاوز عدد اليهود الوافدين إليها 30 ألفاً، فيما تصدر يهود فرنساوأوكرانياوروسيا قائمة المهاجرين إلى الكيان الصهيوني، بحسب بيان مشترك للوكالة اليهودية ووزارة الهجرة بالكيان الصهيوني. وتقوم حكومة الكيان، وفقاً لتخطيط مسبق، بإسكان قسم كبير من هؤلاء المهاجرين في المناطق الفلسطينية المحتلة، لاسيما أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وجّه نداءً ليهود فرنسا في الأشهر الماضية من العام الجاري، دعاهم فيه للهجرة إلى الكيان الصهيوني، ووعد بتوطينهم في الضفة الغربية. وجاء في البيان أن عدد المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني تجاوز 30 ألفاً خلال عام 2015، فيما كان هذا العدد في العام الماضي 27 ألفاً و500 مهاجر. وبحسب البيان نفسه، فإن الكيان الصهيوني استقبل خلال العام الحالي 7900 مهاجر يهودي من فرنسا وحدها، ومن أوكرانيا 7000، ومن روسيا 6600 مهاجر يهودي. وأوضح البيان أن عدد المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني شهد ارتفاعاً بنسبة 50%، خلال العامين المنصرمين، مقارنة بمعدل الهجرة اليهودية إلى الكيان الصهيوني قبل 2014، الذي كان يتراوح عند حدود 20 ألف مهاجر في العام الواحد. وشكل يهود شرق أوروبا غالبية المهاجرين إلى الكيان الصهيوني؛ إذ بلغ عددهم خلال عام 2015، قرابة 15 ألفاً، فيما وصل عدد اليهود الوافدين إلى تل أبيب من دول أوروبا الغربية 9330 مهاجراً خلال العام نفسه، كما استقبل الكيان مهاجرين من الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا. وصرّح البيان المشترك بأن أعمار أكثر من نصف المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني، خلال عام 2015، دون 30 عاماً. وتسعى الحكومة الصهيونية منذ عدّة أعوام لتشجيع الهجرة اليهودية إليها، من خلال الخدمات الاجتماعية المُقدّمة للمهاجرين، والإعفاءات الضريبية الممنوحة لهم. وتنفق الوكالة اليهودية ووزارة الهجرة الصهيونية أموالاً طائلة تشجّع هجرة اليهود إلى الكيان الصهيوني، حيث أعلنت وزارة الهجرة في موقعها الإلكتروني، أن الحكومة ستدفع مبلغ 9000 دولار، لكل زوجين يهاجران إليها، بينما سيتم تقديم مساعدات للعزاب بمقدار 4750 دولاراً. كما تتضمن لائحة الوزارة وعوداً بتأمين السكن والعمل وفرص التعليم لليهود الذين يرغبون في الهجرة إلى الكيان الصهيوني. وتقوم الحكومة ، وفقاً لمخططاتها الاستيطانية، بإسكان قسم كبير من هؤلاء المهاجرين في المناطق الفلسطينية المحتلة، ونتيجة لسياسة الاستيطان المُتّبعة من قِبل الحكومة فقد وصل عدد المستوطنين في القدسالشرقية إلى 200 ألف، فيما تجاوز عددهم 400 ألف في الضفة الغربية. في المقابل تعرّض أكثر من نصف الشعب الفلسطيني إلى الهجرة القسرية عقب إعلان " دولة الاحتلال" على الأراضي الفلسطينية عام 1948، واتباع حكومات هذه الدولة، سياسة التهجير المتعمد. وبحسب تقرير صادر عن الأممالمتحدة عام 1950، فإن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني أُرغم على الهجرة من وطنهم، وأصبحوا لاجئين في البلدان الأخرى. إضافة إلى كل ما سبق، فإن الحكومة الصهيونية تفرض منذ عام 2006 حصاراً خانقاً على قطاع غزة، كما تعيق وصول الفلسطينيين القاطنين في الضفة الغربية إلى القدس من خلال جدار الفصل العنصري.