مع بداية أكتوبر الجاري، انطلقت رصاصات العز والمقاومة لتسطر حرفاً جديداً في كلمات التحرير والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني، ولم تكن سوى لحظات حتى امتشق الشبان الفلسطينيون سكيناً وحجراً وإرادة تتحدى عنجهية الاحتلال وأسلحته؛ ليعلنوها صراحة أن القدس والمسجد الأقصى ستبقى شعلة القضية الفلسطينية، ولن يسمح للاحتلال النيل منهما، فكانت الكلمة والشرارة لانطلاقة "انتفاضة القدس". وقال عدد من السياسيين، إن الانتفاضة الجماهيرية في الأراضي الفلسطينية هي ثمرة لسلسلة من التضحيات قدمها أبناء الشعب الفلسطيني في القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى، ولن تهدأ بتحقيق أهدافها، مضيفين أن الوقت الآن مهيأ لإنهاء حالة الانقسام السياسي، وتجسيد الوحدة بين أبناء الوطن الواحد. من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي في "حركة المقاومة الإسلامية – حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق، أن انتفاضة القدس ليست وليدة الأسبوعين السابقين، والمعمدة بأكثر من 22 شهيداً، ولما لم تصل صيحاتهم ووجعهم في سبيل مسجدهم، وشرع الصهاينة بوزرائهم ومتطرفيهم وإرهاب قواتهم، فرض أمر واقع بتقسيم المسجد زمانياً، وامتهان المقدس للأمة، وخذلان قادتهم وزعمائهم، انتفض الشعب في الضفة، وانضمت في ذلك لتحركات القدس". وأشار أبو مرزوق، في تصريحات له، اليوم الأربعاء، نشرها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن القضية الفلسطينية غابت في الأممالمتحدة. وأوضح أن "انتفاضة القدس لها من العمر سنة"، وأن هدفها الأساسي حماية المسجد الأقصى، وتطهير الأرض الفلسطينية، ونيل الفلسطينيين لحريتهم، واسترداد كرامتهم، وجمع شملهم. وأضاف: "هي انتفاضة ستنهي الانقسام رغم رفض البعض، ونزيف الواقع. وستنهي التفرد رغم التكالب على الموقع والفشل، وستكنس الاحتلال رغم قسوة الاستيطان واستشرائه كالسرطان، وتحتضن المقاومة، وتنهي التحالف مع الأعداء تحت مسمى التنسيق الأمني، وستكرس الشراكة الحقيقية، لكل مكونات شعبنا في مؤسساته الوطنية، وستنهي التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وتحمي المقدس لدينا، وستوقف الاستيطان، عوضاً عن التهويد، وتقطع الأيادي التي تعتدي على أبناء بلدي، وحرائر شعبي". أما عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عباس زكي، فأعلن أن حركته مع انتفاضة شعبية منظمة، تربك الكيان الصهيوني، وتشل أمنها واقتصادها، لافتاً إلى أن خيار الكفاح المسلح لن يسقط. وأضاف "زكي" في حديث لوكالة "الأناضول" أن: "الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال حق مشروع لن نسقطه، ولكن ذلك يحتاج وحدة فلسطينية بين كل الفصائل، وتشكيل غرفة عمليات مركزية، ووضع خطط بحيث يكون الكفاح المسلح ذا كلفة عالية على العدو وذا جدوى للشعب الفلسطيني". وقال الباحث المتخصص بالشأن الفلسطيني عريب الرنتاوي: "إن الفلسطينيين قرّروا انتزاع زمام قضيتهم بأيديهم المدججة بالحجارة، والسكاكين، والزجاجات الفارغة، وخرجوا يتصدون لجيش الاحتلال بصدورهم العارية. وأضاف "الرنتاوي"، "اليوم ليس لديهم ما يخسرونه سوى قيود الاحتلال وأغلاله، وإجراءاته القمعية عنصرية الطراز". بدوره، قال الباحث وائل الهرش، إن جرائم الاحتلال مست جميع المقدسات واجتازت الخطوط الحمراء؛ ما دفع الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات طعن ضد المستوطنين التي أصبحت مستمرة في الفترة الأخيرة ليحققوا بذلك معنى الانتفاضة الشعبية الضاربة للاحتلال. وجراء هذه الانتفاضة ظهرت حالة من الرعب داخل الكيان الصهيوني؛ نتيجة لهجمات الفلسطينيين المستمرة، والتي بدأت تتحرك سريعاً ككرة ثلج لتتحول إلى انتفاضة حقيقية؛ رداً على الممارسات الصهيونية بالأقصى والقدس، حتى وصلت إلى تل أبيب.