بسم الله الرحمن الرحيم لماذا ينفر الليبراليون من الوعظ؟ وماذا يعنون به؟ من أساليب الليبراليين العلمانيين لتشجيع التغريب التهوين من عامل الشرع في مواجهته من جهتي التحصين وإغلاق منافذ تيارات التغريب الفكري والسلوكي، وكأنهم حريصون على المسلمين من التغريب بينما هم أهم وأخطر دعاة التغريب، ولعلمهم بأن العلم بالإسلام ونشره بين الناس أعظم ما يواجه به التغريب والعلمانية فهم يشككون فيه تظاهرا بالحرص على المسلمين وخداعا لهم ويقترحون ترك المجال لأنابيب التغريب لتصب فجورها وإلحادها في بيوت المسلمين والاعتماد على ما يسمونه التحصين فقط: هذا صح وهذا خطأ.. وهم لا يرون التغريب -في الحقيقة- خطأ ولكنه أسلوب المرحلية عندهم.. فهم في البدايات دائما يجارون الوضع العام ظاهرا ويعملون في الوقت نفسه بأساليب الخداع والالتفاف للتمكين للفساد والشر بين المسلمين. وهم حين يقولون نعتمد على بيان أن هذا خطأ وهذا صح يرون أن أسلوب الوعظ غير مجد وهم يعنون بالوعظ الاعتماد على القرآن والسنة! بينما تجارب الأمة عبر تاريخها والواقع يثبتان دون ريب أن الاعتماد في الوقاية والتحذير من التغريب والعلمانية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم السبب الحاسم الذي به تردع الشرور وتصد المفاسد وتعود به الأمة إلى دينها وأخلاق شريعتها وأحكامها السلسة العادلة الخالدة، وأنهما طوق نجاة المسلم والحصن الحصين من العلمانية وشرور التغريب والانحراف. وكلنا يعلم أن التحصين مهما كان قويا فإن استمرار الهجوم الميكروبي على الجسد سوف يعرض جهاز المناعة وكل التحصينات المناعية الطارئة للانهيار.. لذا وفي موضوع الصحة البدنية هناك المناعة وهناك صحة البيئة ونظافتها أمران مرتبطان.. والأطباء يوجهون دوما إلى عدم إهمال أي من الجانبين.. وكذا في مسألة الغزو الفكري والأخلاقي والسلوكي الغربي المنحرف يجب أن تكون الحصانة بنشر الوعي الشرعي وأن يكون التصدي لموجات التغريب وحفظ المجتمعات من طوفانها الهادر أمران لازمان لحفظ الهوية الإسلامية والأخلاق في المجتمعات المسلمة والغيرة على الوطن الإسلامي وتنمية الشعور بوجوب الحفاظ على استقلاله وحفظ ترابه كما يحفظ دينه وقيمه. نشر العلم بكتاب الله والسنة بين المسلمين هو السد الوحيد القادر على التصدي لموجات التغريب والفساد مهما كانت قوتها. ولا غرو فالإسلام قبل أربعة عشر قرنا جاء إلى بيئة رسخت فيها المثل الوثنية والأخلاق المنحلة والعادات القبيحة عبر آلاف السنين.. وفي سنوات قلائل استطاع القرآن والسنة أن يقلبا الموازين رأسا على عقب.