بسم الله الرحمن الرحيم الإنسان العاقل مسلماً كان أم غير مسلم يعتقد: أن الخمر بلاء، وأن نتائجها على المتعاطي، وعلى أسرته ومجتمعه مدمرة. أن الزنا والعلاقات المحرمة بين الرجال والنساء خطر على العرض، وبيئة للإيدز والانحراف، وهدم للأسرة.. وفساد للمجتمع. أن الربا وبال وهدم لروح التكافل والتراحم، ورفع المال ليكون غاية لا وسيلة بل ومعبوداً – في الحقيقة – عند المرابي، وأن الربا إفقار لغالبية المجتمع، وتجميع للثروة في أيدي قلة قليلة. أن شهادة الزور ظلم وضياع للحقوق. أن الرشوة تضييع للحقوق وضياع للأمانة عند المرتشي والرائش. أن حفظ الدماء والنفوس من أعظم المطالب، وأجل الحقوق في الحياة. وأن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أخطر الجرائم، وتعريض للمجتمعات للهلاك والفوضى بتعريض حق الحياة للهضم. أن الخيانة الزوجية بلاء، وهدم لحقوق الزوجين والأسرة والأبناء. أن ميوعة الرجال وتشبههم بالنساء، واسترجال النساء وتشبههن بالرجال، خلق ذميم وسلوك حقير، وأنه مؤذن بخراب المجتمع أي مجتمع، فالله خلق الرجل بخصائصه كي يبقى رجلاً، ويقوم بدوره، وخلق المرأة امرأة بخصائصها كي تبقى امرأة، وكل منهما ببقائه على خصائصه يقوم برسالته، وينهض بها المجتمع. أن خروج المرأة من بيتها لتعمل كما يعمل الرجل هدم للتوازن المطلوب في المجتمع، والذي لا قيام له إلا باستمرار هذا التوازن، فالمرأة التي تحمل وتلد وترضع مكانها حيث يكون طفلها في البيت، والرجل مكانه الضرب في الأرض لطلب الرزق، فإذا انعكست الأدوار أو تخلت المرأة عن رسالتها الأولى وهي البيت اختل نظام المجتمع، وانهدم نظام الأسرة، وانتشرت المفاسد في الأطفال أولاً ثم بين الرجال والنساء، حيث يجد الرجل المرأة مجاورة له محتكة به في كل مجال.. وأن الكذب والغش والعقوق والظلم والنفاق والمحاباة وغيرها من الأخلاق الفاسدة صفات ذميمة، وأنها تنخر المجتمعات كما ينخر السوس الخشب الذي مع أقل حركة يتحطم ويتهاوى وتذروه الرياح. هذه وغيرها أمور يجمع العقلاء على أنها أمراض خطيرة، وأن انتشارها مؤذن بخراب المجتمعات.. والعلمانيون الليبراليون في بلاد الإسلام حينما تثار هذه المسائل بمعزل عن نظرة الإسلام إليها يؤمنون على خطورتها، ويعترفون بنتائجها السلبية، بل ويدعو الكثير منهم إلى علاجها لحفظ المجتمعات من أسباب الضعف والتأخر والفساد. وهنا أطرح هذا السؤال: لماذا حين يعالج الإسلام هذه القضايا من منطلق عقدي إيماني يجعل الإنسان يبتعد عنها، سواء كان أمام سلطة البشر، أو في غيابها عنه، ويجعله ينأى عنها تعبداً لله في خلوته وفي جلوته لا يخشى الله عالم الغيب والشهادة؛ أي أن ابتعاده عنها ابتعاد مبدئي ومطلق، وليس خاضعاً للمصلحة والمزاج والخوف من السلطة البشرية، لماذا والإسلام يعالج كل هذه الأمراض بلا كلفة، يعتبر هذا الإسلام تأخراً ورجعية وماضوية، بل وظلامية عند العلمانيين والليبراليين، وكل من اعتنق عقيدة غير عقيدة الإسلام.. وحين يعالجها الباحث النفسي والاجتماعي والقانوني يعتبر تقدمياً وحضارياً ومصلحاً؟ أيها الإنسان الذي هو في شك من دينه هذا هو الإسلام برحمته وشموله، ورفقه بالإنسان، وعلاجه لكل الأمراض التي تعترض طريقه في الدنيا، وتعترض طريقه في مسيرته إلى الله وجنته ورضوانه. إن المسألة عند الليبرالي هي مسألة: عنز ولو طارت. قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) أسأل الله أن يهدي كل ضال. علي التمني أبها 24/8/1436