، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه الذي كان يعمل به في الدنيا ومقدمة القرآن البقرة وآل عمران فهما يتقدمان في الشفاعة والذود عن قارئهما والعامل بهما، ومن عمل بما في البقرة وآل عمران من أحكام فقد عمل بما في القرآن كله تقريبا لكثرة ما تحويان من أحكام. فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما". رواه مسلم وقال أبو سعيد الخراز رضي الله عنه: أول الفهم لكتاب الله عز وجل العمل به لأن فيه العلم والفهم والاستنباط وأول الفهم إلقاء السمع والمشاهدة لقول الله عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. كما قال: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} والقرآن كله حسن ومعنى اتباع الأحسن ما يكشف للقلوب من العجائب عند الاستماع وإلقاء السمع من طريق الفهم والاستنباط وأول إلقاء السمع لاستماع القرآن هو أن تسمعه كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأه عليك ثم ترقى عن ذلك فكأنك تسمعه من جبريل عليه السلام وقراءته على النبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} ثم ترقى عن ذلك فكأنك تسمعه من الحق عز وجل. وأخرج الدرامي عن علي رضي الله عنه أنه قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون مع الخلق يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جلسيه أن يجلس إلى غيره ويدعه . أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى . جعلنا الله من أهل القرآن الذين يقرأونه ويعملون به.. Related Posts: * يا من أسأت هذا رسول الله * بالأسماء.. «تحفيظ مكة» يعلن أسماء الناجحين في حفظ القرآن * بالأسماء.. اعتماد حركة نقل معلمي ومعلمات عسير * بالأسماء.. «التنمية العقارية» يعتمد دفعة قروض جديدة بقيمة… * بالأسماء.. "التربية" تعلن 3893 معلماً ومعلمة صدر قرار… * فضائل الصدقة