توفي الشيخ أبو زكريا، اليوم الخميس بعد مسيرة طويلة في تقديم الدروس بالحرم المكي. ولم يمنع المرض الشيخ أبو زكريا، من مواصلة دروسه خلال الجائحة العالمية، مستمداً ذلك من مسيرة العطاء التي شرفه الله -عز وجل- بها خلال 70 عاماً مضت. وكانت دروسه تغطي أيام الأسبوع السبعة في جنبات المسجد الحرام ولم يتوقف فيها إلا لعوارض مرضية، ثم يعود لبذل العلم والمعرفة في مناهلها التي يفد إليها المسلمون من أنحاء العالم. والشيخ أبو زكريا يحيى بن الشيخ بن عثمان بن الحسين عظيم أبادي المكي المدرس -رحمه الله- ولد في مكةالمكرمة وكان من بيت علم وعدالة وأمانة تلقى العلم على أيدي علماء المسجد الحرام، ودار الحديث حيث درس وتخرج فيها. بدأ الشيخ مدرسا في دار الحديث الخيرية من عام 1377ه إلى عام 1390ه، ثم استدعاه الشيخ عبدالله بن حميد للتدريس في معهد الحرم المكي الشريف، فانتقل إلى المعهد وعمل مدرسا فيه، وكان الشيخ أبو السمح ينيبه أيام مرضه في الإمامة لصلاتي الفجر والعشاء قرابة شهرين. من أبرز العلماء الذين درس عليهم: والده الشيخ العلامة المحدث؛ والشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان، والشيخ أبو محمد عبدالحق الهاشمي، والشيخ أبو السمح عبدالمهيمن محمد نور الفقيه المصري إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ أبو الحسن عبيدالله الرحماني، والشيخ محمد بن عبدالرزاق حمزة، والشيخ محمد عبدالله نور إلهي الهندي، والشيخ محمد بن عبدالله الصومالي، والشيخ محمد بن عمر الشايقي السوداني. وغيرهم من العلماء. وأبرز الكتب التي درسها الشيخ: كتب التوحيد, منها فتح المجيد والتدمرية والحموية والواسطية, ومن الحديث الصحيحين وسنن أبي داود وسنن الترمذي, ونزهة النظر والبيقونية ومن التفسير تفسير ابن كثير وفي الفقه السلسبيل. ومن أبرز تلاميذه: الشيخ عبدالله التنبكتي والشيخ منصور الدعجاني والشيخ سيد أحمد والشيخ أحمد رقيبة وهؤلاء كلهم مدرسون بمعهد الحرم، والشيخ محمد بن عمر بازمول، والشيخ عمر بن محمد السبيل إمام الحرم.