من القضايا التي تناولتها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بكثرة وخلفت جدلا كبيرا داخل المجتمع السعودي؛ ما يعرف بقيادة المرأة للسيارة فبين مؤيد، ومعارض، وكل اختلاف بطبيعته يعود إلى وجهات النظر، واختلاف القناعات، إلا أن المرجع في المجتمعات المسلمة خاصة هذه البلاد المباركة يكون بإحكام الشريعة، فهي الجامعة للمصالح، والدافعة للمفاسد: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)، من هذا المنطلق وإيمانا منا بخطورة هذه القضية كان حريا بنا أن نسلط الضوء عليها من خلال هذا التقرير مظاهرة لتحدي النظام والشرع: الشريف: شكرا لمن دعمني وشجعني وهم الأحمري والبرغوثي والنصر والبشر والعمودي والراشد مجموعة من السعوديات أشرن إلى أنهن وضعن خطة لفعل ما لم يفعله أحد من قبل، وهو قيادة سياراتهن في موعد اتفقن عليه بعد تدشينهن حملة على مواقع التواصل الاجتماعية. وفي واقعة جديدة بثت منال الشريف موظفة بشركة أرامكو بالشرقية تسجيلا على موقع «يوتيوب» يظهرها وهي تقود سيارتها في شوارع الخبر الجمعة الماضية، وهدفها المعلن هو «شراء مستلزمات المنزل»، فيما الهدف الآخر يكمن في خطوة تمهيدية لحملة «سأقود سيارتي بنفسي في 17 يونيو المقبل، التي استقطبت مؤيدين ومؤيدات في مواقع التواصل الإلكتروني، خصوصاً «فيسبوك». ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية قول منال إنها قادت سيارتها من منزلها إلى مركز للتسوق من دون أن تواجه أية مشكلات، مبينة أن مطالبة النساء بالقيادة مضى عليها زمن طويل، ولم نجد غير مطالبة النساء بالصبر، كما أن النساء ينتظرن الرأي العام للتحرك حيال المبادرة». وذكرت أن «جماعة المبادرة قاموا بإحصاء عدد المؤيدين والمعارضين للمبادرة التي شارك فيها 1300 شخص، وكانت النتيجة أن 84 في المئة مؤيدون، وأن 19 في المئة من النساء المشاركات يحملن رخص قيادة». وأضافت: «يجب أن أحجز التاكسي قبل الموعد»، مشيرة إلى أن تعامل بعض السائقين لا يخلو من خلق المشكلات، متسائلة: «ماذا لو ارتفعت حرارة ابني منتصف الليل، واحتجت إلى المستشفى»؟ وفي الأخير قدمت الشريف الشكر عبر مقطع الفيديو لمن دعمها وشجعها وعلى رأسهم وجيهة الحويدر زميلتها في العمل التي رافقتها وقامت بتصوير المقطع والدكتور محمد الأحمري ورنيا البرغوثي والدكتورة بثينة النصر والمحامية سعاد الشهري والدكتورة بدرية البشر ومرام مكاوي وميساء العمودي وعبدالله العلمي وصالح الراشد. وفي تطور للأحداث علمت "تواصل" أن الشريف تم القبض عليها عصر اليوم السبت 18/6/1432ه من قبل المرور بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية. ونشر الموقع الإخباري لشبكة "بلومبرغ" الأمريكية مؤخرا تقريراً مطولاً بعنوان "نساء يتجرأن على القيادة في تحد للقوانين السعودية"، مشيراً إلى أنهن وضعن خطة لفعل ما لم يفعله أحد من قبل، وهو قيادة سياراتهن في موعد اتفقن عليه بعد تدشينهن حملة على مواقع التواصل الاجتماعية. وقال التقرير: منال الشريف البالغة من العمر 32 عاماً تخطط لفعل شيء لم تفعله امرأة من قبل بشكل علني في السعودية، ستركب سيارتها وتخرج للشارع في تحد للأنظمة السعودية. وأضاف التقرير أن منال، وهي من الظهران، وعشر نساء أخريات ينظمن حالياً حملة على "فيس بوك" و"تويتر" لحث النساء السعوديات اللاتي يحملن رخص قيادة دولية على مرافقتهن في تلك الخطوة، بعد أن حددن السابع عشر من الشهر المقبل موعداً لتنفيذ ذلك المخطط. وقالت منال طالبة ذكر اسمها الأول فقط: أنا أفعل ذلك لأنني غاضبة ومحبطة، نحن الآن في العام 2011 ومازلنا نناقش هذا الحق البسيط للمرأة. واختارت النساء مسمى "سأقود سيارتي بنفسي بدءاً من 17 يونيو" الموافق 25 رجب 1432ه للحملة، ومنذ أنشأت صفحتها على فيس بوك في 6 مايو انضم لها 800 معجب. حريري: قدت سيارتي من أجل الفكر الذي أدافع عنه وفي سياق متصل ذكر شهود عيان أن امرأة سعودية من الناشطات في الدفاع عن حقوق النساء قادت سيارتها الخاصة في شوارع جدة نهاراً طوال أربعة أيام، دون أن تتعرض للمنع أو التوقيف. ونقلت وكالة "فرانس برس" مزاعم نجلاء حريري أنها قادت سيارتها من أجل الفكرة التي تدافع عنها، مدعية أن ما يحصل هو خوف من المجتمع، وقالت: "منذ أربعة أيام وأنا أقود بشكل مستمر في شوارع جدة، ولم يتم إيقافي". مؤكدة أنها لا تخاف من إيقافها؛ لأنها مثال تفتخر به ابنتها وصديقاتها؛ زاعمة أن ما قامت به سيتذكره جيل من الفتيات. مبينة أنها تعطي حالياً دروساً في القيادة للراغبين. وذكرت أنها قادت سيارتها خمس سنوات في العاصمة المصري القاهرة، وخمساً أخرى في عاصمة لبنان "بيروت". موضحة أن هذه الدول ليست في مستوى السعودية في تنظيم المرور. وتساءلت حريري: "متى سيمتلك الرجل الشجاعة ليقف بجوار شقيقته أو زوجته أو والدته، ويساعدها على قضاء حاجاتها الأساسية؟". آراء ومفاسد حول قيادة المرأة للسيارة: النجيمي: يجب معاقبة أي امرأة تقدم على هذا الصنيع وفي ردة فعل لحملة قيادة المرأة علق الشيخ محمد النجيمي الداعية المعروف على هذه الحملة قائلا إن قيادة المرأة للسيارة في السعودية مخالف للنظام، ويفترض أن تعاقب أي امرأة تقدم على ذلك، مبرراً ذلك بأن ضرره أكثر من نفعه. الهبدان: يجب استنفار مراكز الهيئة لمنع هذا التمرد بدوره طالب الشيخ محمد الهبدان المشرف العام على موقع نور الإسلام مراكز الهيئة بجميع أنحاء المملكة بمتابعة الحملة المتعلقة بقيادة المرأة للسيارة ومنعها والاتصال بمراكز الأمن لمنعهن بكل حزم وقوه من القيادة ومنع هذا التمرد. وجاءت مطالبة الشيخ الهبدان عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي facebook حيث قال ما نصه: "أطالب مدراء المراكز وأعضاء الهيئة في كل المناطق وخصوصاً في المناطق الكبرى كالرياض والغربية والشرقية الاستنفار يوم الجمعة لوقف أي شكل من أشكال تمرد النساء اللاتي دعون إلى قيادة المرأة للسيارة". كما أطالب الجميع بالنصح لكل ما يرى هذه الصور والمشاهد بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والحذر من الاستثارة المستهدفة, والتواصل مع الجهات الأمنية وجهاز الهيئة لكل مشهد وموقف من هذه المشاهد والمواقف". د. آل سفر: تسع نقاط لمفاسد وأضرار قيادة المرأة من جانبه وضع الدكتور عبدالله آل سفر تسع نقاط لمخاطر قيادة المرأة للسيارة منتشرة في العديد من المواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية حيث أجمل المفاسد والأضرار المنتظرة من هذه القيادة إليكم هذه النقاط: 1. كثرة خروج المرأة من البيت (وهذا الأمر لا يمكن أن يحد منه أي قيود)، مما ينتج عنه تفريط المرأة في حقوق زوجها، وإهمالها لتربية أبنائها، وهي الوظيفة الأساسية للمرأة المسلمة، ونحن نرى الآن ثمرات خروج المرأة للعمل لفترة بسيطة محددة،فأصبحت التربية والحضانة في كثير من بيوت الموظفات من مهمات الخدم. 2. الخطورة الأمنية المترتبة على قيادة المرأة من خطف وفساد أعراض وانتشار فواحش، ومراجعة عابرة لسجل الهيئة والأمن يكشف هذه الحقيقة. 3. إن قيادة المرأة للسيارة يلزم منه كشف المرأة لوجهها قد أفتى علماؤنا بعدم جواز كشف المرأة لوجهها. فإن قال قائل: يمكن للمرأة أن تقود السيارة بدون كشف الوجه بأن تلبس نقابا مثلا. فالجواب على هذا الادعاء أن المرأة لو غطت وجهها أثناء القيادة فلابد أن تكشفه عند نقاط التفتيش لمطابقة الوثائق الأمنية، فضلا عن أن قيادة المنقبة منعت رسميا في بعض دول الخليج لأسباب أمنية، وعليه فإن أمر قيادة المرأة للسيارة هي خطوة أولى ستتبعها خطوات كثيرة، وحبة أولى في عقد إذا انفرط تلتها باقي الحبات!! 4. إصدار رخصة قيادة للمرأة مع الصورة يصدرها المرور، فعلى المرأة أن تصور و تجتاز اختبار القيادة، ثم تستكمل بقية الإجراءات المطلوبة، وكذلك الحال في مباشرة الحوادث المرورية النسائية، وفحص الأوراق الرسمية المتعلقة بالسيارة والرخصة، وإعطاء المخالفات المرورية، ونقل الموقوفات من النساء إلى أماكن الحجز، وحجزهن المدة القانونية، كل ذلك وغيره إما أن يباشره رجال من المرور، وهذا فيه مفاسد وفتن للجنسين، و إما أن يباشرها نساء من المرور؛ وبالتالي فنحن أمام خيارين: الأول وهو أن نقر اختلاط النساء بالرجال، فنوجد ميدان كبير للفتنة، لا ينكره عاقل والخيار الثاني، أن يتم توظيف نساء في قطاع المرور- سواءً في المكاتب أو سيارات المرور المتجولة على مدار الساعة – لإنهاء معاملات المرأة، وهذا يعني دخول المرأة القطاع العسكري والأمني، وهذا الخيار فيه من الخطورة البيِّنة ما يغني عن الحديث عن تبعاته. 5. كذلك الحال عند محطات البنزين و ورش الصيانة ستضطر المرأة إلى إصلاح سيارتها وصيانتها، وهذا يحتم عليها الذهاب بسيارتها إلى أماكن الصيانة سواءً في الوكالات أو المناطق الصناعية، ومعلوم أن الورش بدون استثناء يتولاها الرجال، وبالتالي فنحن أمام الخيارين السابقين: الأول وهو أن نقر الاختلاط بين الرجال والنساء، أو نلجأ إلى الخيار الثاني وهو إيجاد ورش نسائية، وأي تناسب بين طبيعة المرأة وهذا العمل. 6. إيجاد أسباب الشك والريبة بين الزوجين؛ فالزوجة تغيب عن البيت لساعات طويلة لا يدري الزوج أين تقضيها، فإما أن تخبره، أو يتابعها بنفسه، ولما كانت متابعة الزوجة في كل خروج لها أمراً محالاً فإن الريبة تتسلل إلى بيت الزوجية، ويبدأ الخصام، وتتفاقم المشاكل، فتكون قيادة المرأة للسيارة رافداً قوياً وسبباً جديداً من أسباب الطلاق في المجتمع، وكأن نسبة الطلاق العالية عندنا تحتاج من يزيدها فنسمح بقيادة المرأة للسيارة!! ولا يخفى على أحد الآثار الاجتماعية الخطيرة للطلاق، فهل نعقل هذا؟!. 7. إننا نشكو من ازدحام السيارات في شوارعنا؛ فهل نزيد الطين بلة ؟!! مع العلم أن السماح بقيادة المرأة للسيارة يعني في المتوسط مضاعفة عدد السيارات الموجودة (حيث عدد النساء يفوق عدد الرجال)، ثم هل نحن على استعداد لمضاعفة رجال الأمن والمرور، وتوسيع الشوارع بما يغطي هذه الزيادة الكبيرة ؟!! 8. إن نسبة الوفيات والمصابين من جراء حوادث السيارات في هذه البلاد تفوق نسبتها في أي بلد آخر، والسماح بقيادة المرأة سيزيد من هذه النسبة ولا شك، فهل رخصت عندنا دماء أهل هذا البلد إلى هذه الدرجة !! أم أنه الهوى، وتقليد الغير، والشعور بالنقص؟! 9. هناك من يطالب باستعمال وسائل النقل الجماعية لأن فيها تخفيفاً من أعداد السيارات في الشوارع والطرقات، ويمكن الرجوع للبحوث والندوات الخاصة بذلك، والتي كان من آخرها دور النقل بالحافلات في خدمة المجتمع، فكيف نجمع بين المتناقضات بالمناداة بقيادة المرأة؟! وأضاف الدكتور آل سفر أنه قد يقول قائل بأنه لم ترصد مفاسد في قيادة المرأة للسيارة عند الدول المجاورة؟ والرد على مثل هذا الطرح يكون بأنه هل عدم رؤيتكم لشيء من ذلك يُعد دليلا شرعيا صحيحا يصح الاستناد إليه في التحليل والتحريم؟، وكيف جزمتم بأنه لا توجد فيها مفاسد؟، فهل تتبعتم كل فتاة تسير بسيارتها لتروا هل تتعرض لمشكلة أم لا؟، وكيف عرفتم أنه لا مشكلة في قيادة المرأة للسيارة في تلك المجتمعات؟؛ فهل قمتم بدراسة حالات قيادة المرأة للسيارة؟ نحن نقول إن قيادة المرأة للسيارة خطر عليها، لكن يختلف الخطر بين بلد وآخر، بحسب ظروفها، فقد يزيد الخطر هنا، ويقل هناك.. أما أنه لا خطر ألبته فهذه دعوى بلا دليل، ثم إن تلك البلدان ليست بليتها في قيادة المرأة للسيارة، بل بليتها أكبر من ذلك.. سقوط الحجاب، ولذا انغمرت تلك المصيبة قيادة المرأة للسيارة في هذه المصيبة الكبرى وهي سقوط الحجاب، لكن لا يعلم هؤلاء أن الأمر يختلف جدا في بلد لم يسقط فيه الحجاب أصلا. تجارب وحقائق: الإعلامية الكويتية "الفهد" ترغب في العودة لأنوثتها هذه إحدى التجارب الحية في دولة الكويت بعد الانفتاح المعروف بتحرير المرأة لرئيسة تحرير مجلة أسرتي الكويتية "غنيمة الفهد" وهي تعترف بحاجة المرأة لحماية الرجل ورغبتها في العودة لأنوثتها، وذلك في مقال بعنوان "وحي الكلمات" نُشر في مجلة المجلة بتاريخ 15/10/2001م هذا نصه: كبرنا وكبرت آمالنا وتطلعاتنا.. نلنا كل شيء.. نهلنا من العلم والمعرفة ما يفوق الوصف.. أصبحنا كالرجل تماما: نسوق السيارة, نسافر للخارج لوحدنا , نلبس البنطلون , أصبح لنا رصيد في البنك, ووصلنا إلى المناصب القيادية.. واختلطنا بالرجال ورأينا الرجل الذي أخافنا في طفولتنا.. ثم.. الرجل كما هو… والمرأة غدت رجلا : تشرف على منزلها، وتربي أطفالها, وتأمر خدمها.. وبعد أن نلنا كل شيء.. وأثلجت صدورنا انتصاراتنا النسائية على الرجال في الكويت.. أقول لكم وبصراحتي المعهودة: ما أجمل الأنوثة, وما أجمل المرأة.. المرأة التي تحتمي بالرجل, ويشعرها الرجل بقوته, ويحرمها من السفر لوحدها.. ويطلب منها أن تجلس في بيتها. ما أجمل ذلك.. تربي أطفالها وتشرف على مملكتها.. وهو السيد القوي، نعم.. أقولها بعد تجربة: "أريد أن أرجع إلى أنوثتي التي فقدتها أثناء اندفاعي في مجال الحياة والعمل". قطر تمنع المنقبات من قيادة السيارة وتلزمهن بكشف الوجه ونشرت مجلة المجلة عدد 1003 وصحيفة الشرق الأوسط الصادرة في يوم الاثنين 5/3/1419ه أن: دولة قطر سمحت للمرأة بقيادة السيارة بشروط: أن تكون فوق الثلاثين.. وبأذن ولي الأمر.. وبعد مدة لم تطل سمح حتى لمن كانت دون العشرين بالقيادة، بل حورب الحجاب والمحجبات، وطالب المعارضون بمنع المحجبة من القيادة إلا أن تنزع حجابها.. واستجابت إدارة المرور في قطر لهذه المطالب وسنت قانونا يمنع النساء المنقبات من قيادة السيارات، وبررت سن هذا القانون بقصد تجنب تخفي البعض من النساء أو الرجال تحت النقاب للقيام بأعمال مخالفة للقانون. الشرع والنظام يمنعان ذلك: هيئة كبار العلماء: يجب على ولاة الأمور الأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ومنعهم من نشر أفكارهم السيئة ونظرا لخطورة هذه المطالب صدرت فتوى لهيئة كبار العلماء بتاريخ 25/1/1420ه تحرم على المرأة قيادة السيارة لما في هذه القيادة من مفاسد ستترتب عليها، وجاء نص الفتوى كالتالي: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :- فمما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه ما تعيشه المرأة المسلمة تحت ظلال الإسلام – وفي هذه البلاد خصوصاً – من كرامة وحشمة وعمل لائق بها، ونيل لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها، خلافاً لما كانت تعيشه في الجاهلية، وتعيشه الآن بعض المجتمعات المخالفة لآداب الإسلام من تسبب وضياع وظلم. وهذه نعمة نشكر الله عليها، ويجب علينا المحافظة عليها، إلا أن هناك فئات من الناس ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب لا يرضيهم هذا الوضع المشرف الذي تعيشه المرأة في بلادنا من حياء وستر، وصيانة ويريدون أن تكون مثل المرأة في البلاد الكافرة والبلاد العلمانية، فصاروا يكتبون في الصحف، ويطالبون باسم المرأة بأشياء تتلخص في : 1- هتك الحجاب الذي أمرها الله به في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين). وبقوله تعالى وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم فلا يؤذين) وبقوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن) الآية. وقول عائشة رضي الله عنها في قصة تخلفها عن الركب ومرور صفوان بن المعطل رضي الله عنه عليها وتخميرها لوجهها لما أحست به قالت: وكان قد رآني قبل الحجاب، وقولها: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات فإذا مر بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه) إلى غير ذلك، مما يدل على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة من الكتاب والسنة، ويريد هؤلاء منها أن تخالف كتاب ربها وسنة نبيها، وتصبح سافرة يتمتع بالنظر إليها كل طامع وكل من في قلبه مرض. 2- ويطالبون بأن تمكن المرأة من قيادة السيارة رغم ما يترتب على ذلك من مفاسد وما يعرضها له من مخاطر لا تخفى على ذي بصيرة. 3- ويطالبون بتصوير وجه المرأة ووضع صورتها في بطاقة خاصة بها تتداولها الأيدي، ويطمع فيها كل من في قلبه مرض، ولاشك أن ذلك وسيلة إلى كشف الحجاب. 4- ويطالبون باختلاط المرأة والرجال، وأن تتولى الأعمال التي هي من أختصاص الرجال، وأن تترك عملها اللائق بها والمتلائم مع فكرتها وحشمتها، ويزعمون أن في اقتصارها على العمل اللائق بها تعطيلاً لها. ولاشك أن ذلك خلاف الواقع، فإن توليتها عملاً لا يليق بها هو تعطيلها في الحقيقة، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة من منع الاختلاط بين الرجال والنساء، ومنع خلو المرأة بالرجل الذي لا تحل له، ومنع سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب على هذه الأمور من المحاذير التي لا تحمد عقباها. ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة، فجعل موقف النساء في الصلاة خلف الرجال، ورغب في صلاة المرأة في بيتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن). كل ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة و إبعادها عن أسباب الفتنة. فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم وأن لا يلتفتوا إلى تلك الدعايات المضللة، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات، وانخدعت بها، من عواقب وخيمة، فالسعيد من وعظ بغيره، كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء ويمنعوا من نشر أفكارهم السيئة، حماية للمجتمع من آثارها السيئة وعواقبها الوخيمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) وقال عليه الصلاة والسلام: ( واستوصوا بالنساء خيراً) ومن الخير لهن المحافظة على كرامتهن وعفتهن وإبعادهن عن أسباب الفتنة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد عضو : صالح بن فوزان الفوزان وزارة الداخلية: من يخالف هذا المنع سيطبق عليه النظام بدورها استشعرت وزارة الداخلية بخطورة الموقف وأصدرت بيانا نشر في صحيفة "الجزيرة" بتاريخ 27/4/1411ه، بمنع قيادة المرأة للسيارة، هذا نصه: تود وزارة الداخلية أن تعلن لعموم المواطنين والمقيمين انه بناء على الفتوى الصادرة بتاريخ 20/ 4/ 1411 ه من كل من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وفضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي نائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ صالح بن محمد بن اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة وعضو هيئة كبار العلماء.. بعدم جواز قيادة النساء للسيارات ووجوب معاقبة من يقوم منهن بذلك بالعقوبة المناسبة التي يتحقق بها الزجر والمحافظة على الحرام ومنع بوادر الشر لما ورد من أدلة شرعية توجب منع أسباب ابتذال المرأة أو تعريضها للفتن ونظرا إلى أن قيادة المرأة للسيارة يتنافى مع السلوك الإسلامي القويم الذي يتمتع به المواطن السعودي الغيور على محارمه..فان وزارة الداخلية توضح للعموم تأكيد منع جميع النساء من قيادة السيارات في المملكة العربية السعودية منعا باتا ومن يخالف هذا المنع سوف يسبق بحقه العقاب الرادع.