أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعياً إلى صيام يوم عاشوراء لما فيه من الخير العظيم، ومحذراً من الابتداع فيه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: إن التدبر بأيام الله الخالدة والوقوف أمامها لأخذ العبرة وتذكر النعم ورسم مناهج السير لما يستقبل من الأيام، ذلك شأن القوام الحفيظ، وإن من أعظم أيام الله التي يستقبلها المسلمون يوم عاشوراء، ذلك اليوم الفضيل الذي يذكّر الله فيه أهل الإيمان بنعمه، وهى أعظم دلالة لما نجّى فيها الله نبيه موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وإغراق الطاغية فرعون وحزبه وجنوده الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد حين استكبروا في الأرض بغير الحق، وبلغ فرعون علوّه وعتوّه واستكباره أن قال لقومه: ما علمت لكم من إله غيري. فقصّ الله خبره في كتاب يتلى ليكون عبرة وعظة. وبين فضيلته أن هذه الدلالات والعبر، التي منها أن الله تعالى هو المنجّي من الهموم والشدائد التي تنزل بأهل الإيمان، ولا سيما الرسل منهم، مؤكداً أن الإيمان والإسلام سببان للنجاة من كل ظلم وشقاء في الدنيا وطريق للفوز بكل خير ونعيم في الآخرة إذا التزم المرء وعمل بهما، وهذا يقتضي إخلاص العبادة لله وكمال التوكل عليه. وأضاف فضيلته أن سنة الله في دحر الطغيان وهزيمة جنده ماضية ولا تتخلّف، فعلى العكس منهم، الذين استضعفوا في الأرض وما نالهم من الأذى والعدوان وما نزل بهم من الضرر والشدائد، فقد جعل الله عاقبتهم عزاً وسيادة وريادة وتمكيناً في الأرض واستخلافاً فيها، مشيراً إلى أن هذه عاقبة الحق وأهله على الدوام، وأن بشائر تحقق عاقبة ذلك للمستضعفين في غزة وسائر فلسطين وفي سوريا وميانمار لتلوح في الأفق القريب إن شاء الله، فبشرى لهم. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنّ للأمة صيام يوم عاشوراء المبارك شكراً لله على نعمة نجاة موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وإغراق فرعون وجنوده، وإظهاراً لوثيق الصلة بين الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولبيان أن دينهم واحد وإن كانت شرائعهم شتى، محذراً من القيام في يوم عاشوراء أو في ليلته، إذ إن كل ما يروى في ذلك غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستحب فيه سوى صيامه وصيام يوم قبله، مؤكداً أنه يجب اجتناب ما أحدث فيه من البدع، كإحياء ليلته وتخصيصها بالذكر والتعبد، أو تخصيص الدعاء بيوم عاشوراء، واعتقاد أن من قرأه لن يمت في سنته هذه، أو الاعتقاد في فضل قراءة سورة يذكر فيها نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام في صلاة الصبح من يوم عاشوراء والاجتماع فيه للذكر والدعاء، أو نعي الحسين رضي الله عنه في ذلك اليوم على المنابر، أو اعتقاد أن الرقية في يوم عاشوراء رقية تقي من السحر والحسد والمس والنكد، وغيرها مما لم يأذن به الله ولم يسمح به رسوله صلوات الله وسلامه عليه ولا عمل به أحد من صحابته، وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإحداث في دين الله داعياً المسلمين أن يحرصوا على صيام يوم عاشوراء والاستفادة من هذا الفضل العظيم لما فيه من الخير الكثير. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبد الباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله عز وجل متحدثاً فضيلته في خطبة الجمعة عن العبرة والعظة في قصص الأنبياء. وقال فضيلته إن "قصة موسى عليه السلام أطول قصص القرآن، وهي تتميز بتنوع مشاهدها وكثر عرضها, فقد ولد موسى عليه السلام والرعب يملأ الأجواء، والأمة مستضعفة مشتتة، يسومهم فرعون سوء العذاب يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويقتل كل مولود ذكر حفاظاً على سلطانه, فأذل أمته وقهر قومه ليبقى حكمه ويدوم عرشه ويبني ملكه على جماجم الأطفال وأشلاء أجسادهم. وأوضح فضيلته أن هؤلاء طغاة نزعت الرحمة من قلوبهم وانسلخوا من مشاعرهم الإنسانية فحقت عليهم كلمة الله بزوال حكمهم وسوء عاقبتهم، فلا كرامة لهم, قال تعالي (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أمِّ موسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادوه إِلَيْكِ وَجَاعِلوه مِنَ الْمرْسَلِينَ), هذا وعد الله ووعد الله لا يتخلف, ويبقى أن نزرع اليقين في نفوسنا، فإن من تعلق بخالقه وتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب، فإنه لا ييأس من روح الله ولا يخنع لوساوس الوهن ولا يتشاءم مع الأحداث، بل تزيده الشدائد قوة وعزيمة وأملاً. ومضى فضيلته معدداً العبر من قصة موسى عليه السلام, وقال إن تاريخنا المعاصر قد حوى قصص أمم وأفراد كانوا يحاربون الإسلام فجعلهم الإيمان قمماً في الدين وأسوداً تدافع عن حياضه وترعى مصالحه، وسجل واقعنا المعاصر نماذج تحتذى لأقوام كانوا أمة ظلال في ترويج المخدرات ونهب الأموال وانحراف الأفكار فحوّلهم الإيمان أئمة هدى ونماذج تقوى.