انقلبت حالة تعاطف سعوديين مع معاناة طفلة بريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حالة من الغضب والسخرية من إحدى الصحف السعودية التي نشرت التقرير اليوم بعد أن اكتشف القراء أن الطفلة آمبر هارتلاند صاحبة المعاناة توفيت بالمرض منذ ما يزيد على 4 أعوام. وجاء في بعض تعليقات القراء الغاضبين أن الجريدة صاحبة التقرير انتقلت من مرحلة الأخبار البائتة إلى مرحلة الأخبار (المعتقة)، وزاد آخرون أن الآلاف من المواطنين يتمنون المساحة التي احتلها التقرير لإيصال أصواتهم إلى المسؤولين، مستغربين اهتمام الصحيفة المحلية بمعاناة تبعد آلاف الكيلومترات. وتناول التقرير معركة عائلة بريطانية للحفاظ على حياة ابنتها ذات الستة أعوام بعد امتناع الأطباء عن مواصلة علاجها لتلاشي فرص الشفاء، خاصة أنها تعاني مرضاً نادراً جداً يسمى "تاي ساكس"، وهو اختلال وراثي مميت، يحدث بين الأطفال الذين ينحدر أسلافهم من شرق أوروبا، ويتسبب في تلف الدماغ، وينتج عنه كبر حجم الرأس والارتعاش والعمى والصمم، وفقدان القدرة والحيوية. كبرى الصحف البريطانية- ديلي ميل، ذا تيليغراف، ذا سن، قناة (BBC)- في عام 2008 تابعت قضية الطفلة باهتمام بالغ على خلفية المعركة القضائية بين أسرة الطفلة وإدارة الخدمات الصحية الوطنية في كارديف، التي رأى أطباؤها أن المعاناة الناجمة عن العلاج تفوق الفائدة المتوخاة منه، وذلك عطفاً على المضاعفات والمؤشرات التشخيصية لدى المريضة، خاصة أن المرض في العادة يودي بحياة ضحاياه قبل بلوغهم سن الرابعة، فيما كان دفاع أسرة الطفلة أن سبب توقف العلاج عائد إلى كلفته على المستشفى المعالج البالغة2500 جنيه إسترليني شهرياً. تجدر الإشارة إلى أن التقرير المنشور عن الطفلة المريضة التي توفيت في 2 نوفمبر 2008 خلا من أي مصادر للمعلومات، أو تواريخ واضحة لهذه المعاناة، إلا تاريخاً واحداً يكشف هذا الخطأ الفادح، وهو أن الطفلة التي تبلغ 6 أعوام ولدت باكراً في عام 2003، ما يعني أنها الآن تدخل عامها التاسع نظراً لتاريخ ولادتها.حسب (الجزيرة )