في شهر نوفمبر من كل عام يحتفل العالم بيوم الجودة العالمي Quality Day وتشارك فيه المدارس والشركات والجمعيات بدوراتها ولقاءاتها ومؤتمراتها ومختلف فعالياتها للتذكير والتوعية بأدوات الجودة ومعاييرها وضرورة تطبيقها في المنظمات سعياً للوصول لأفضل الممارسات وإخراج مُنتج أو خدمة خالية من العيوب مطابقة للمواصفات وتحقّق رغبة العملاء. ولقد وجدت في ثقافتنا وقيمنا ومبادِئ ديننا أفضل كلمة تطابق معنى الكواليتي ” الإحسان ” فالله يحبّ المحسنين، والله يأمر بالعدل والإحسان ،ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ،وللذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، كما أن أعظم مراتب الإيمان هو الإحسان فعقيدتنا إحسان وعبادتنا إحسان ومعاملاتنا إحسان وشريعتنا إحسان وجزاء ذلك كله حسنات وحسنى وإحسان. وقد صادف شهر الجودة هذا العام شهر ربيع الأول الذي يذكرنا بنفس الشهر من عام الفيل الذي أشرق فيه نور محمد الهادي البشير السّراج المنير نبيّ العدل والإحسان ومُعلّم الحِكمة وأحسن البيان والدّاعي إلى الجودة والإتقان حيث يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ” أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي” فنبينا محمد أدّبه ربّه أحسن أدب فكان خلقه القرآن فلا أزكى من نفسه ولا أطهر من روحه ولا أكمل من عقله ولا أرقّ من قلبه ولا أجمل من خلقته ولا أنور من وجهه ولا أطيب من عَرقه ولا أذرع من مشيه ولا ألْيَن من كفِّه ولا أعذب من صوته ولا أفصح من لسانه ولا أصدق من كَلِمه ولا أزهد من عيشه ولا أبسط من أَكْلِه ولا أشفى من دوائه ولا أشرف من نسبه ولا أعدل من حكمه ولا أطول من صمته ولا أخشع من صلاته ولا أسمع من دعائه ولا أكثر من ذكره ولا أكبر من جُوده ولا أرحم من نظره ولا أهدى من سنّته ولا أيسر من هديه ولا أفضل من سماحته ولا أعظم من تواضعه ولا أكرم من عفوه ولا أحسن من شريعته ولا أوسط من أمّته ولا أبلغ من خطبه ولا أرمى من نبله ولا أقطع من سيفه ولا أسعد من بيته ولا أرأف منه بخدمه ولا أعطف منه بزَوجِه . وقد شهد له من عاشره بأنه خير الناس وأجود الناس وأصدق الناس وأرحم الناس وأشجع الناس وأنه أكثر الناس تبسّماً فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما حكيما ولا جوادا رحيما ولا محسنا كريما مثله قط فإذا ذُكِر الإحسان فثمّ محمد وإذا اجتمع أهل الجودة فرائدهم محمد. صلّوا على هادٍ أرانا هَديَهِ نَهجاً من الدّين الحَنيفِ قَويما صلّوا على هذا النّبِي فإنّهُ من لم يَزَل بالمُؤمنين رَحيما صلّوا على الزّاكي الكَريمِ محمّدٍ ما مثله في المُرْسَلينَ كَريما أ.م.محمد أحمد عبيدمهتم بالتربية والتدريب وتطوير الذات عضو بالجمعية الأمريكية للجودة @mohdobaid66