انتشرت الشائعاتُ عن انطلاق خدمة المحادثات الصوتية في تطبيق WhatsApp والتي حتى الآن لا يُعلم تحديداً موعد انطلاقها الرسمي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة سايبركوف لأمن المعلومات عبدالله العلي: "لسنا هنا بصدد الحديث عن موعد انطلاق الخدمة أو مستوى أمانها وتشفيرها، ولكننا هنا لنعرف كيف يقوم بعض الأشخاص باستغلال مثل هذه الأخبار لجمع معلومات الناس والضحك عليهم وخداعهم بأنهم مدعوون لتفعيل خدمات (الصوت) في الواتساب، والحقيقة أنه يستغل جهلهم وقلة وعيهم ليجمع معلوماتهم وجهات اتصالهم ثم يحصد من وراء ذلك الأموال". وأوضح: "نتحدث هنا عن الموقع الذي انتشر بشكل كبير وهو موقع (WhatsApps.im)، والتحليل التالي سيوضح كيف يقوم بجمع معلومات الناس بطريقة مخادعة ثم يستغلها". من يقف وراء موقع (WhatsApps.im) وأضاف "العلي": "بعد معاينة سجلات تسجيل الموقع في قواعد بيانات ال Whois وجدنا أن الموقع تم تسجيله باسم وهمي "join maczen" وعنوانه في دبي بدولة الإمارات". وتابع قائلاً: "بزيادة البحث في معلومات الDNS الخاصة بالموقع وجدنا أن الشركة التي قامت بإنشاء الموقع وتصميمه وبرمجته هي SmartCloud4Tech، وهي شركة بالمملكة العربية السعودية وتحديداً في الرياض، وتبين أنها مسجلة باسم "ibrahim mhho" أو ( إبراهيم مهو)، وبالتقصي حول المدعو (إبراهيم مهو) تبين أنه قام بتسجيل 27 نطاق على الإنترنت قد يستخدمها لجمع المعلومات من الشبكات الاجتماعية ثم إغلاقها مثل مشروع "اتبعني" الخاص للحصول على متابعين بشبكة الفيسبوك بعد أخذ صلاحيات على حسابهم، الذي تم إغلاقه بعد ذلك". وصاحب موقع شركة SmartCloud4tech (إبراهيم مهو) وهو سوري الجنسية مقيم بالرياض متخصص بتقنية المعلومات وخريج كلية البعث في دمشق، والذي قد يكون ذو صلة مباشرة بموقع (WhatsApps.im) أو أنه تم استغلاله ليقوم بإنشاء الموقع وبرمجته لصالح طرف ثالث. الخداع للحصول على المعلومات تأتيك رسالة من أحد أصدقائك (المخدوعين مسبقاً) مفادها أنه تم دعوتك لخدمة (الصوت) في الواتساب وعليك متابعة الأمر للحصول على نسختك الخاصة، وبمجرد الدخول على الرابط، يطلب منك دعوة (10) من أصدقائك أيضاً قبل تفعيل الخدمة.. وإليك كيفية عمل الموقع المخادع بالتفصيل: عند الدخول على الموقع تظهر لك الصفحة المزيفة تدّعي أنها تقوم بتفعيل خدمة الصوت من "واتساب" رسمياً وفيها قسمين الأول "دعوة الآن" والثاني "متابعة" كما هو موضح في الصورة التالية: كما هو موضح في الصورة أعلاه يتم تشغيل الدالة (fn1) حال ضغط المستخدم على قسم "دعوة الآن" وتقوم الدالة بفعل الآتي: تقوم الدالة بعملية حسابية لعدد المرات التي تضغط بها على قسم "دعوة الآن" وكلما تضغط عليها يقوم بفتح برنامج "واتساب" بواسطة "رابط داخلي لجهازك" لإيهامك وكأنه موقع رسمي يتصل بالبرنامج، ثم يجعلك تختار أحد أصدقائك لترسل له الرسالة المذكورة في الصورة وهي "السلام عليكم، أدخل فعل الاتصال الصوتي .... الخ)"، عندما ترسل هذه العملية لعدد عشر أشخاص يقوم بتحويلك إلى رابط لموقع "adf.ly" المذكور بالصورة السابقة، وهو موقع خاص لتحصل الأموال من خلال نشر الروابط الخاصة به. وبتحليل قسم "متابعة": نرى أنه يعمل بنفس الطريقة حيث يقوم بتشغيل الدالة (fn2) والتي تقوم بالتالي (تابع التظليل الأصفر): حيث تتأكد الدالة (fn2) في البداية من أنك قمت بدعوة 10 أصدقاء، ثم توجهك مرة أخرى لرابط "adf.ly" الخاص بالدعاية وذلك بعد الحصول على والتأكد من حصول صاحب الموقع على (10) جهات حقيقة من جهات اتصالك. يقوم الموقع أيضاً بتحليل جهاز الزائر للتأكد من نوع الجهاز المستخدَم ويقوم بتحويل الزائر إلى رابط "adf.ly" إذا كان الزائر لا يستعمل جهاز آيفون أو آندرويد مثلا، كمن يستخدم جهاز اللابتوب للدخول عليه، وهو يستخدم طريقتين "لحساب" عدد الدعوات التي قمت بها: 1- في الهواتف الذكية يقوم بالتأكد باستخدام ال Cookies 2- في الأجهزة المكتبية يستخدم ال Hidden Element وباستخدام بعض الحيل لخداع الموقع وجعلناه يعتقد أننا قمنا بدعوة (10) أصدقاء لنرى ونتأكد من الخطوات التالية التي قد يقوم بها الموقع مثل زرع برامج تجسس أو خداع المستخدم بشكل أكبر: تبين أن الموقع يقوم بتحويلك أيضاً إلى روابط "adf.ly" لمزيد من الدعاية بغية جني مزيداً من الأرباح من وراء المخدوعين ثم يقوم بتحويلك إلى رابط المدونة التالية والتي هي عبارة عن روابط "يوتيوب" لصرف نظر الزائر عن الخدعة بعد الضغط على المتابعة: ما هي خدمة Adf.ly؟! "آدفلاي" هي خدمة إنشاء روابط مصغرة ثم نشرها بغرض الدعاية لجني الأرباح، وهي دائماً تستخدم من قبل المحتالين وأصحاب النوايا المشبوهة. ما الهدف من وراء موقع WhatsApps.im؟ من التحليل السابق يتضح أن الموقع يهدف لأمرين اثنين:- 1- جمع أكبر عدد من جهات الاتصال الحقيقة. 2- تحويل الشخص المخدوع بعد ذلك لموقع (adf.ly) والذي يدفع أرباحاً عند نشر روابطه للشخص المُخادع!. هل يمكن أن يصل الأمر لأسوأ من ذلك؟ بما أن المعلومات اليوم تعتبر عصب التجارة الإلكترونية، فكلما كانت كثيرة كانت قيمتها أكبر، فيمكن بيعها أو استخدامها للدعايات، والأسوأ من ذلك استغلالها لنشر فيروسات وبرامج تجسس وتطبيقات مزيفة، كل ذلك يعتمد على الجهة التي قامت بهذا العمل وقصدها النهائي التي تسعى له، لذلك عليك الحذر وعدم الانجرار وراء أي من هذه الروابط والدعايات دون التأكد من مصدرها الحقيقي.