تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم عن المسارعة في الخير وفضل العشر من ذي الحجة, موصياً فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل سرا وجهرا. وقال فضيلته: جعل الله في أيام الحياة مواسم خيرات وفرص للتزود من الطاعات يرتقي بها المسلم أعلى الدرجات ويفوز برحمة من الله وفضل وذلك لحكم بليغة ومسالك تربوية سامية, وأجلّها أن يبقى العبد قوي الصلة بربه, هذه المواسم تزيد الإيمان وتنمي التقوى وترفع رصيدك في ميزان العمل الصالح ,تزكي الروح وتهذب النفس وتقوي الهمة وتعوض النقص والخلل في العبادة وتدفع السآمة والملل والفتور وتفتح آفاق رحبة في ميدان التنافس ,قال تعالى (وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ). وبين فضيلته أن المسابقة إلى الخيرات ورفيع الدرجات سمة للمؤمنين المقربين مستدلا بقوله تعالى (والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم)، ,مشيرا فضيلته إلى أن من اغتنم مواسم الطاعات وسابق إلى الخيرات فتحت له خزائن الفضل والعون والرحمة وفاز فوزا عظيما لقوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ). وقال فضيلته إن الله سبحانه وتعالى بين أن الاستعداد لمواسم الخير التي هي فرص عابرة دليل على الصدق لقوله تعالى (فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ )، مبينا فضيلته أن لهذه الأمة نفحات في أيام دهرها, يقول أنس بن مالك رضي الله عنه “اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله سبحانه وتعالى نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده”. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي إلى أن مواسم الخير في الأمة الإسلامية لاتنقطع, وهذه الأيام تحل علينا أفضلها وأعظمها فأقسم بها الله تعالى لمكانتها وعظيم فضلها والعظيم لايقسم إلا بالعظيم قال تعالى (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) وهي الأيام المعلومة التي شرع الله فيها ذكره لقوله تعالى(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنَ بَهِيمَةِ الأنْعامِ), وشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل الأيام فقال:”أفضل أيام الدنيا العشر.. قيل: ولا مثلهن في سبيل الله. قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب”.