الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. قبل أيام كتبتُ تغريدةً ضمّنتُها حساب مليكنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، ناشدته فيها أن يتم إصدار بطاقة هوية للمرأة بالبصمة فقط إلزامياً، وأن تكون الصورة فيها اختيارية، إكراماً لمن يتعبدن الله بغطاء الوجه، وتيسيراً عليهن، وجعلتها ضمن وسمٍ (هاشتاق) عنوانه: #بطاقة_هوية_نسائية_بالبصمة ولي مع هذا الوسم ومع الردود عليه وقفات: 1- تفاعل عدد كبير من المغردين مع هذه التغريدة، وتمت إعادة تغريدها 485 مرة، وتفضيلها 70 مرة، وكان عدد الردود والمشاركات في الوسم اليوم الأول كبيراً. 2- ذكرت كثير من الأخوات في ردودهن وتغريداتهن في الوسم أنهن بحاجة ماسة لبطاقة الهوية، ولا يمنعهن منها إلا إلزامية الصورة عليها. ولا يخفى علينا هموم الكثيرات من النساء في بلادنا من الأرامل، واليتيمات، والمطلقات، والمعلقات، والمعضولات، ومن يتسلط عليهن أزواجهن أو محارمهن في أمورهن المالية، وغيرها من الأحوال التي تحتاج معها المرأة لهوية خاصة بها، والإلزام بالصورة يجعلها بين ناريْن: نار الحاجة والقهر، ونار الكشف وهتك الستر. 3- شارك في الوسم عددٌ كبير من الإخوة الرجال مؤيدين وداعمين، وهو مؤشر للغيرة المحمودة التي يحملها الرجل السعودي على نسائه ومحارمه. 4- ناشدتُ في التغريدة أن تكون الصورة اختيارية لا إلزامية؛ وذلك ليس لأني أرى جواز كشف الوجه، بل لأضمن للهاشتاق هجوماً أقل، وكي تسكت المعرفات المأجورة؛ لأنه سبق أن أطلقنا وسماً نطالب فيه للمرأة السعودية ببطاقة بالبصمة فقط دون الصورة، فكان من أشد المحاربين لنا ثلة من الحسابات بأسماء نسائية مستعارة تطالبنا بعدم الحديث على ألسنتهن، ويقلن إنه ليس من حقنا الحديث باسم المرأة السعودية، وأنهن سعوديات ويردن الصورة ولا يوافقن على منعها، ومع ضعف مصداقية تلك المعرفات؛ لأنها أسماء مستعارة إلا أني أردت لهذا الوسم الجديد أن لا يضيع في الجدل، فكان طلبي اختيارية الصورة إفحاماً لمن أراد الوقوف في وجه مطلبنا. 5- مع طلبي لاختيارية الصورة، إلا أني أجزم بأن البصمة ستكون اختيارَ السواد الأعظم من السعوديات، ولله الحمد. 6- مع أني طلبت أن تكون الصورة اختيارية، إلا أن المعرفات المأجورة تدخلن في الوسم، وحاولن تشتيته بالحوارات والنقاشات البيزنطية، وكأننا طالبنا بمنكر أو بدعة! 7- من العجيب مشاركة أسماء مستعارة رجالية معارضة، ولا أدري ماذا يريدون بصورة المرأة على هويتها؟ هل هو الهوى أم الأجندة المخدومة؟ 8- من التهويش الذي حصل في الوسم أيضاً.. محاولة إحراجنا بقضية الصورة على الجواز، ولا أدري من أين عرف أولئك أننا أصلاً نملك جوازاً أم لا؟ هل صار السفر ضرورة، وحتمية لا جدال فيها؟ وحتى الأخوات اللواتي يملكن جوازات سفر، فإن من حقهن المطالبة ببطاقة هوية بلا صورة؛ لأن مواصفات الجواز ليست محلية بل عالمية، وأيضاً فاستخدام الجواز أقل كثيراً، والحاجة له لا تقارن بالحاجة للبطاقة، ويظل عدم وجود الصورة على البطاقة مع وجوده على الجواز اضطراراً، هو أهون الشريْن، وأخف الضرريْن. 8- من الردود المضحكة في الوسم مجموعة أيدت الطلب؛ لأن صورتها في الهوية سيئة ومرعبة! ختاماً: كم أتمنى أن يصل هذا الطلب لمقام والدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، ومقام صاحب السمو الملكي وليّ العهد، ومقام صاحب السمو الملكي وليّ وليّ العهد ووزير الداخلية، فنحن السعوديات أخواتكم، وأمهاتكم، وبناتكم، وأملنا في الله ثم فيكم أن تعينونا على ما نتعبد الله به من ستر وجوهنا عن غير محارمنا. اللهم احفظنا بالإسلام قائمين.. واحفظنا بالإسلام قاعدين.. واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تُشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم احفظ على بلادنا دينها، وأمنها، وأمانها، واحفظ على نساء المسلمين سترهن، وعفافهن، اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم آمين.