قدم معالي الشيخ عبد الرحمن السديس خطبة عقب صلاة التراويح بالحرم المكي الشريف مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان قال فيها: "نحمد الله تبارك وتعالى أن منّ علينا ببلوغ العشر الأواخر من رمضان وإنها لنعمة كبرى نسأل الله أن يمنّ علينا وعليكم فيها بالقبول والعتق من النار إنه جواد كريم". وأضاف أيها الإخوة لا يخفى إننا نعيش شرف الزمان وشرف المكان. وشرف الزمان يتمثل في حلول العشر الأواخر من رمضان وهي نعمة ينبغي على المسلم أن يغتنمها بالعمل الصالح وبالحضور لصلاة التراويح والقيام وتلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيره. أما شرف المكان فهذا هو الحرم الشريف الذي شرف الله عز وجل العبادة مثابة للناس وأمنًا، وينبغي على الناس أن يحرصوا على مراعاة آدابه وتعظيمه، ذلك من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. ومن تعظيم مراعاة آدابه والحرص أن يأتي المسلم منيبًا إلى الله حريصًا على العبادة مبتعدًا عن كل الظواهر والمخالفات التي تصده وتشغله عن العبادة والقيام بها على الوجه المطلوب، ومنها أيضًا ما فتن به الكثير من الناس مثل الاشتغال بالهواتف الجوالة وبكاميرات التصوير فيشغلون أنفسهم بها عن القيام بهذه العبادة العظيمة في هذا الحرم الشريف. كما أخص حديثي بالنساء فينبغي على المرأة البعد عن الحضور إلى المسجد متبرجة متعطرة غير محتشمة، ويجب عليهن البعد عن الاختلاط بالرجال، قال رسولنا الكريم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن". وأقول أيضًا إن الاعتكاف سنة وشريعة نبوية ينبغي على المسلم أن يحرص عليها لكن لابد من مراعاة آداب الحرم الشريف، وليس من الآداب أن يجعل المسلم الحرم فندقًا يعيش فيه، وأن الواجب يحتم علينا أن نتعاون على البر والتقوى قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). وختامًا نحذر من صور الإيذاء، قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا).