جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنا ندرس ونعمل ونحن صائمون.. والتقصير بدعوى ارتفاع الحرارة قلة حياء
نشر في عكاظ يوم 29 - 06 - 2014

لا يكاد سماحة المفتي يدع فرصة أو مناسبة دون أن يذكر بدوره ورسالته تجاه دينه وأمته ومجتمعه.
وعندما توجهنا للقاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في منزله العامر، كنا نخطط لإجراء حوار خاص مع سماحته، يسلط الضوء على حياة الشيخ، وذكرياته، ومسيرته الحافلة بالبساطة والعطاء، واستجاب بأريحيته المعهودة، وكرمه وخلقه الرفيع، إذ جبل سماحته على ألا يرد سائلا، أو يصد طالبا، غير أن هم تأدية الرسالة، وأداء الأمانة، ونصيحة الأمة كان هما مقيما في وجدانه وحاضرا في حديثه حيثما حل وأينما ارتحل.
سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، تحدث عن أبرز الفوارق بين الصيام في رمضان في هذه الأعوام وما كان عليه الناس قديما من حميمية وقرب من بعضهم وتكافل وتضامن، وكيف كانت بيوت العلماء والأئمة وخطباء المساجد مفتوحة للجميع.
فإلى نص اللقاء مع سماحة المفتي:
• كيف للمسلمين أن يستفيدوا من هذا الشهر الفضيل ويحققوا ما أمرهم به الله تعالى؟
- الله جل وعلا خاطب عباده المؤمنين بقوله «يا أيها الذين آمنوا»، وهذا الوصف محبب للمسلمين حين يوصفون بالإيمان فهذا يدل على فضلهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأرهف سمعك». الله خاطب المسلمين بقوله «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، أي أن الله تعبدكم بصيام الشهر كما تعبد به الذين من قبلكم لكون الصوم عبادة عظيمة ونعمة جليلة تعبد بها من قبلنا ثم تعبدنا بها نحن لشرفها وفضلها، ثم قال «لعلكم تتقون». الله جل وعلا بعد ذلك قال أوجز وأبلغ عبارة هي «لعلكم تتقون»، وهي تشير إلى أن الصوم يقود للتقوى. قال العلماء رحمهم الله إن الله خص الصوم بهذه التقوى لأنه خاص لوجهه تعالى يتقرب به الإنسان إليه. وهذا مما يقوي جانب التقوى في نفس الإنسان، خاصة إذا أدي بالشكل المناسب فيصبح له أثر في النفس والالتزام. حيث إن التقوى هي امتثال أوامر الله على نور من الله يرجو بها ثواب الله، واجتناب نواهي الله، على نور من الله، يخشى بها عذاب الله. فالمسلم الصائم صام لله وصار ذلك يزيد في قلبه جانب التقوى. ثم إن الصوم يعطيه تصورا تاما عن مراقبة الله له، واطلاعه على كل أحواله، فيستقر في نفسه أن الله تعالى يعلم سره وعلانيته ويسمع كلامه، ويعلم مكانه، وأنه قد يخفى عن الخلق فطره لكن الله يعلمه، قد يتناول الماء والطعام ويباشر النساء ولكن لما في قلب المؤمن من خوف من اطلاع الله عليه وأن الله أمره بالصوم فحاشى أن يخالف أمر الله فيكون في قلبه باعث إيماني يمنعه من مخالفة أمر الله، فهذا الشهر يدرب المؤمنين على ذلك ويحملهم على أن يكونوا مراقبين لله في سرهم وعلانيتهم، لذلك قال الله تعالى «الصوم لي وأنا أجزي به»، فأضافه له تعظيما وتشريفا وأبان عظم الجزاء والثواب.
فوائد الصوم
• وهل هناك فوائد أخرى ينالها المسلم من وراء الصوم؟
- ومن ذلك أيضا أن الصوم يضيق مجاري الشيطان قال صلى الله عليه وسلم «الشيطان يجري منكم مجرى الدم فضيقوا بالصوم مجاري الشيطان»، أو كما قال. فالصوم يضيق مجاري الشيطان فيضعف سلطانه وتأثيره على المسلم. ومنها أن الصوم يعود الإنسان على الطاعة والخير، فمن صام تلا القرآن وحافظ على الجمعة والجماعة وتقرب بصالح الأعمال من إطعام المساكين والمحتاجين وغير ذلك، فهو يدرب على جميع أنواع الطاعات.
ومن ذلك أيضا أن الصوم يذكر الإنسان بعظيم نعم الله عليه؛ لأنه عندما يفقد الاستمتاع بالماء والطعام وهما موجودان عنده، لكنه تركهما تعظيما لأمر الله، فإنه سيذكر عظيم نعم الله عليه ويتذكر من تمر به الأيام والليالي وهو في مجاعة وقلة فيشكر الله على نعمته ويلين قلبه لفعل الخير فيبادر إلى مساعدة المحتاجين وإعانة اللاجئين والمضطرين والمحتاجين.
الصوم والأعذار
• البعض يتعذر بزيادة درجات الحرارة في هذه الأيام ويقصر في أداء العبادات في هذا الشهر، ما تعليقكم على هؤلاء؟
- ليس عذرا وهذا خطأ وسوء فهم وقلة حياء. المسلمون صاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا في غزوة بدر في رمضان وفتح مكة كان في رمضان، وكثير من الغزوات كانت في رمضان، وكان الصحابة يعدون هذا الشهر شهر انبعاث ونشاط وقوة وليس شهر كسل وخمول. سهر بالليل ونوم بالنهار. كانوا يعدون أن الشهر الكريم يعينهم على كل خير ويدفعهم للأعمال الصالحة وكانوا يعدونه ميدانا للعمل الصالح ويضيفون إليه أعمالا صالحة يكتسبونها من صيام رمضان. فكان عندهم الشهر معظما يخالف هوى النفوس بل الواجب أن تكون النعمة والراحة معينا على الصوم حتى نؤديه إن شاء الله براحة وطمأنينة.
فوارق الأزمنة
• كيف كان الناس يؤدون الصيام في السابق وهل هناك فوارق بين الماضي والحاضر؟
- يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى إن الناس كانوا يتناصحون إذا أتى رمضان بقولهم «الزموا المساجد»، فكانوا يحاولون الإكثار من تلاوة القرآن ومن الطاعات والصلوات وأعمال الخير حتى ينشغلوا به فيعينهم على أداء الصيام، فصاموا رمضان وكانوا ينشغلون مع ذلك بزراعتهم وحرثهم ورعي بهائمهم، وما كان يعيقهم، بل كان مع شظف العيش وضعف التقنيات والحر الشديد يعينهم على طاعة الله، فأعانهم الله ووفقهم حتى أدوا هذا الركن بنفس مطمئنة.
صوم العلماء
• لعلكم تذكرون بعض الصور التي كان عليها العلماء السابقون ممن عاصرتموهم؟
- ولله الحمد فإن علماء المسلمين وعبادهم مازالوا على خير يصومون رمضان ويستقبلونهم ويهنئون بعضهم بعضا بمقدمه ويستعدون لذلك، فالمسلمون علماء وعامة جميعهم ينظرون إلى الشهر نظرة احترام وإجلال وتقدير ويعدونه نعمة من نعم الله عليهم فيشكرونه عليها. وإذا قرأت سيرة السلف الصالح في تعبدهم وقراءتهم للقرآن والإكثار من نوافل العبادة تعلم أنهم فهموا أن الشهر الكريم يدفع الناس إلى العمل الصالح ويروضهم عليه.
العلماء سابقا
• هل من أعمال معينة كان يحرص عليها العلماء الذين عاصرتموهم سابقا؟
- كانوا يهتمون بنشر العلم ومساعدة الناس وإعانة المحتاج وبيوتهم مفتوحة.
التراويح في السابق
• وكيف كانت صلاة التراويح في تلك الأيام التي تستحق أن يدون كل ما فيها؟
- كانت لهم الكثير من الطاعات ومنها التراويح، ومن السلف من كان يصليها 39 ركعة ومنهم من كان يصليها أقل، ولكن الأمرين هما 11 ركعة أو 23 ركعة وكلا الأمرين صحيحان. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صلاة الليل قال «مثنى مثنى فمن يسر الله عليه فليقم»، أو كما قال، ولكن الإنسان الذي يصلي مع الإمام حتى ينصرف ينال ثوابا عظيما.
• ولكنهم في السابق كانوا يصلون التراويح طويلا رغم انعدام وسائل الراحة؟
- يقول المثل العامي «العدم عزاء»، كانوا يصومون كما أمروا، يصومون في الحر القائظ والشتاء القارص، ولا يتأثرون بذلك؛ لأنها عبادة يؤدونها لله في أي ظرف كان.
• خلال أيام الدراسة كيف كنتم تقضون شهر رمضان؟
- كنا ندرس في نهار رمضان ونحن صائمون ولم نكن نعاني أي مشكلة والحمد لله.
الصوم والدراسة
• هل كان لعدم وجود الصوارف والشواغل تأثير في ذلك؟
- كان وضع الناس هكذا، وكان الناس يصومون ويدرسون ويعملون ولم يكن الصوم عائقا عن العمل بل دافع لكل رقي وتقدم.
• في ما يتعلق بالختمات، نسمع أن الناس كانوا يختمون القرآن كل 3 أيام ونحو ذلك مما نراه الآن عملا شاقا، هل هذا صحيح؟
- الله تعالى يقول «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر». فهو ميسر من عند الله، تلاوة وحفظا وعملا. فمن قصده طاعة لله سهل عليه. ولهذا يقول أمير المؤمنين رضي الله عنه «لو سلمت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا»، لذلك كان الواحد منهم يستطيع أن يختم القرآن كل يوم أو كل 3 أيام. كان ذلك أمرا طبيعيا لهم. مع أن السنة كانت ختم القرآن في كل شهر مرة، لكن بعض السلف كان يختمه كل أسبوع أو كل 3 أيام، خاصة في أيام رمضان، حيث يكثرون من القراءة، لاغتنام الوقت في ما ينفع.
• ما الذي ساعدهم من وجهة نظركم لأداء هذه العبادة والحصول على هذا الفضل؟
- قوة الإخلاص وقوة الرغبة في الخير، وعظم تصور الثواب والجزاء.
توجيه الشباب
• ما توجيهكم للشباب في هذا الوقت لاستغلال شهر رمضان المبارك؟
- أنصح أبنائي وبناتي وإخواني وإخواتي بأن نستقبل هذا الشهر بتوبة صادقة ونية قوية نمحو بها ما سلف من ذنوبنا وأخطائنا ونسأل الله من فضله وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يجعل من كل أيامنا خالصة لوجهه الكريم.
رؤية الهلال
• هناك جدل يثيره كثيرون حول رؤية الهلال ودخول شهر رمضان، ما تعليقكم على ذلك؟
- بلدنا تسير في أمورها على منهج الكتاب والسنة، رمضان عندنا يدخل بناء على قوله صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتم هلال رمضان فصوموا وإذا رأيتم هلال شوال فأفطروا» وقال «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما». فالسنة الصحيحة هي أنه يجب علينا الصوم إذا رأينا الهلال، وإذا لم نره كنا يوم 30 شعبان مفطرين لعدم رؤية الهلال. وكذلك يوم الثلاثين من رمضان، فإذا لم نر الهلال كنا صائمين لعدم روية الهلال. فنحن ملتزمون بأمر واضح وجلي لا إشكال فيه ولا تعقيد فيه، والحمد لله أن العام الماضي أثبت 7 أشخاص رؤيتهم لهلال رمضان، فصام الناس بناء على الرؤية الشرعية التي لايزال الناس في هذه البلاد يسيرون على نهجها.
• هل كان الناس في هذه البلاد سابقا يسيرون على نفس الطريقة في إثبات دخول رمضان؟
- نعم، فالناس تتحرى رؤية الهلال، وفي الأقاليم نظرا لصعوبة الاتصالات فإن الناس يتحرون رؤية الهلال.
• كيف كانت آلية التبليغ؟
- بالأقدام فقط، حسب القدرة. من يرى الشهر يصوم. ولكن الحمد لله حتى إذا حدث اختلاف فهو لن يتعدى يوما واحدا.
• رغم قلة وسائل الاتصالات كان الناس متفقون في هذا الجانب؟
- كان الناس يبلغون بعضهم بعضا.
تقويم أم القرى
• البعض يثير الشكوك حيال تقويم أم القرى كيف تردون على هذه الأقوال؟
- تقويم أم القرى هو تقويم شرعي معتبر، تأسس بعد صدور الأمر بذلك بواسطة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى منذ 90 سنة، حيث تكونت لجنة شرعية وفي زماننا المعاصر جاءت لجنتان فأقرتا عمله وأعدتا تقريرهما بأن تقويم أم القرى مطابق لواقع شروق الشمس، كما أبلغتنا وزارة المالية مؤخرا بأنها بعثت لجانا في المناطق كلها، وأنه بعد التحري والتدقيق وجدوا أن تقويم أم القرى مصيب ومطابق للواقع.
صوم الصغار
• بالنسبة لصوم الصغار، متى ترون السن الأفضل لبدء الصيام؟
- بعد العاشرة يمكن تدريب الطفل بحيث يصوم يوما أو يومين ويفطر يوما لعله بهذا يستمر. لا بد أن ندربه ونعلمه.
• كيف كان التدريب في السابق؟
- كان الصحابة يدربون صبيانهم، فإذا صاحوا من الجوع أعطوهم ما يلعبون به ويشغلهم حتى يؤذن المغرب.
كلمة للدعاة
• كلمة للدعاة في هذا الشهر الفضيل الذي تلين فيه قلوب المسلمين بشكل عام وما يؤدى فيه من العبادات وغير ذلك؟
- على الدعاة إلى الله أن يجعلوا دعوتهم خالصة لوجه الله، وأن يدلوا المسلمين على ما ينفعهم، ويحذروهم مما يضرهم، وأن تكون كلماتهم مؤثرة قصيرة نافعة، مشخصة للداء للتحذير منه، مدفوعة بالتوجيه السليم، وأرجو لهم التوفيق من الله.
رجال الأمن
• لا يخفى عليكم الدور الذي يؤديه رجال الأمن في هذا الشهر الفضيل، خاصة أنهم يؤدون عملهم في شهر الصوم، هل من كلمة إليهم؟
- رجال أمننا رجال مسلمون، أعدوا إعدادا طيبا ودربوا تدريبا جيدا، وشكرا لله ثم للجهات التي أولتهم العناية وأعدتهم الإعداد السليم، وهم ولله الحمد يباشرون أعمالهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة في هذا الموسم مباشرة ولهم ولله الحمد قدم راسخة وتأثير جيد بفضل الله ثم بجهودهم، ونحن والحمد لله في بلد الأمن، وإنما جيء بهم لزيادة الاطمئنان والطمأنينة.
المجاورون للحرمين
• يشهد الحرمان الشريفان في هذه الأيام توسعة جليلة أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبالتأكيد فإن هناك تزامنا لموسم الإجازة الصيفية وموسم رمضان وموسم العمرة، ماذا تقولون لسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة في مراعاة القادمين من خارج المملكة أو من خارج المدينتين المقدستين؟
- هذه التوسعة توسعة كبيرة لم يعرف لها العالم مثيلا من قبل، ولم يشهد العالم الإسلامي توسعة للحرمين وإنفاقا عليهما وبذل المال مثلما هو في هذا العصر. فوفق الله خادم الحرمين وولي عهده لكل خير. نقول لسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة أن يستقبلوا الحجاج والزوار والعمار بصدر رحب وكلام طيب وإرشاد وتوجيه، وأن يحذروا استغلالهم، وأن يساهموا في راحتهم، وأن يكونوا عونا لهم لتدبر هذه النعم.
• ما رأيكم في من يتخير الأئمة ذوي الأصوات الحسنة في التلاوة؟
- لا شك أن الصوت الحسن يجذب الناس، لكن لا ينبغي على المصلين أن يغلوا في ذلك وأن يهجروا المساجد القريبة منهم.
• تبذل المرأة في داخل بيتها الجهد الكبير خصوصا في هذا الشهر، كيف توفق بين عمل البيت والعبادات في هذا الشهر؟
- المرأة المسلمة تجمع بين الصيام وبين تربية الأبناء وخدمة الزوج، فهي ولله الحمد في خير عظيم، ما بين صيام وعمل، فإعدادها للطعام، وتربية أبنائها وطاعة زوجها هي كلها أعمال صالحة.
• كيف كنتم ترون تعايش الناس مع بعضهم سابقا في شهر رمضان؟
- كان التعامل حسنا ويميزه التعاون والارتباط وتبادل الهدايا بين الأهل والجيران واجتماع الكلمة. كان الناس على طريقة سليمة يعين بعضهم بعضا ويفطرون عند بعضهم البعض، والنفوس طيبة.
• هل لهذا الأسلوب آثار معينة؟
- نعم، مثل اتحاد القلوب وزيادة الإيمان.
• وكيف كان الأئمة والخطباء يؤدون واجباتهم؟
- كان الإمام يؤم المصلين، ويمثل مرجعا لهم في الاستفتاء وفي عقود أنكحتهم ووثائقهم. كان الإمام قاضيا مصغرا يجمع بين المسجد ووثائق الناس وحل مشكلاتهم وكأنه قاض شامل.
القنوات الفضائية
• وكيف يتعامل المسلمون الآن مع القنوات الفضائية التي تبث عددا من البرامج والمسلسلات الخاصة في رمضان؟
- أقول لهم إن بعض هذه القنوات فيه إلحاد وتميع وانحلال للأخلاق والقيم، فأرجو من إخواني أن يغلقوا هذه القنوات وأن لا يلتفتوا إليها ولا يشاهدوها وأن لا يعينوا أهل الباطل، ولا شك أن وجود مثل هذه القنوات يضعف الجوانب الإيمانية، وإذا قاطعها المسلمون وابتعدوا عنها لعلهم يعودون إلى رشدهم بإذن الله.
• هل من كلمة إلى الأقليات المسلمة في العالم؟
- أوصيهم بتقوى الله وأرجو أن تكون هذه المناسبة لجمع كلمتنا واتفاقنا وحل مشاكلنا ووقف نزيف الدماء وقتل الأبرياء وأن نعود إلى رشدنا وننسى الماضي، وأن يكون الشهر فرصة للعمل الصالح والنية الصادقة.
الفتنة نائمة
• ماذا يعني أن الفتنة نائمة وأن موقظها ملعون، وكيف نحث المجتمع على الترابط وتكوين صف منيع ضد أهل الفتنة والأهواء والإرجاف؟
- ينبغي على أفراد المجتمع السعي على جمع الكلمة ووحدة الصف ولم الشمل والحرص على الإصلاح بشتى الوسائل والسبل، فإن ما يروى من أن (الفتنة نائمة لعن الله موقظها)، معناه أن الفتن خامدة مختفية وهي موجودة فلعن الله من أيقظها وسعى في نشرها ودعا إليها وصد الناس عن سبيل الله المستقيم سواء أكانت بفتنة في دينهم بما يروجه من الشبهات والدعوات الضالة وبما ينشره من الفواحش والمنكرات أو ما يفتن به الناس باختلاف كلمتهم وقلوبهم وشق عصا الطاعة بينهم وإحداث البغضاء والعداوة بينهم وإيقاد نار الحرب والقتال بين المسلمين فكل هذا من إيقاظ الفتنة.
وعلى المسلم أن يسعى في الإصلاح والتوفيق بقدر ما يستطيع لقول الله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)، وقال عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى).
إن الله تعالى جعل لمن غرم من ماله للإصلاح بين الفئات المتنازعة نصيبا من الزكاة، فقال «والغارمين»، الله يحب الإصلاح بين الناس، أما الساعون في الفتن الموقدون لها المروجون الباذلون أسبابها الممهدون لها فكل هؤلاء أعداء الأمة والدين، إن المسلم يحرص دائما على جمع الكلمة ووحدة الصف والتقاء الإخوان والتباحث والتعاون، لا سفك الدماء ونشر الفوضى.
قراءة القرآن
• يسأل الكثيرون: كيف نستطيع مجاهدة أنفسنا على قراءة القرآن في هذا الشهر الكريم؟
- إن الله جل وعلا جعل القرآن العزيز خاتمة لكتبه وهو أقربها إلى الله وأفضلها وأجمعها قال الله جل وعلا (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، فهذا القرآن العظيم اختار الله لنزوله أشرف مكان وزمان، فاختار الله لنزوله مكة المكرمة شرفها الله أفضل بقاع الأرض، واختار أفضل الشهور شهر رمضان، واختار من رمضان أفضل الليالي ليلة القدر (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، يقول الله جل وعلا (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، أي هذا الشهر الذي كتبنا عليكم صيامه وفرضنا عليكم صيامه هو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فلما أنزل القرآن في هذا الشهر وهذا القرآن شرف لكم وعز لكم ورفعة لكم في الدنيا والآخرة (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)، (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) أي شرف لك، فلما أنزل الله هذا القرآن في هذا الشهر المبارك كان من شكر نعمة الله علينا أن نقابل هذه النعمة بأن نصوم هذا الشهر، فمن نعمة الله علينا أن افترض علينا صيامه لكوننا نلنا في هذا الشهر أعلى وسام وأشرفه، ألا هو إنزال القرآن، (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، أي هذا القرآن هدى للناس (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)، (وبينات من الهدى والفرقان) علامات واضحة دالة على عظيم هذا القرآن وعظيم ما جاء به، فإنه حوى كل الأخلاق والفضائل، (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، إنه نور يستضيء به المسلم في ظلمات الجهل والضلال (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) إنه موعظة وذكرى (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)، إنه أفضل ما وعظت به النفوس قال الله تعالى (وذكر بالقرآن من يخاف وعيد)، آيات بينات واضحات، وفرقان يفرق بين الحق والضلال والسعادة والشقاوة، فمن أدركه بالغا عاقلا مقيما فليصم هذا الشهر طاعة لله وليحمد الله أن بلغه رمضان وجعله ممن يؤدي هذه الفريضة، ومن كان فيه مرضا يحول بينه والصيام ويعجزه أو أن الصيام يزيد المرض أو يؤخر البرء فالله يقول (فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، فالمريض إذا أدرك رمضان وكان الصوم يزيد المرض أو يؤخر البرء فإنه يسن له أن يفطر ويقضي أياما أخر، وإن كان المرض خطيرا لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكين ويقوم الإطعام مقام الصيام لقوله (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)، أو كان مسافرا في أثناء رمضان، فإن المسافر يشق عليه الجمع بين الصوم والسفر فللمسافر إذا شق الصوم عليه يفطر وإن تحمل وصام أجزأ لكن إن أفطر اتباعا للرخصة أفضل «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»، فالسنة الفطر لأن النبي يقول «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته»، وإن أطاق الصوم في السفر فصام فلا شيء عليه، وهذه الشريعة يسر، ولهذا أذن للمريض والمسافر بالفطر، وكله رحمة ورفق بهذه الأمة، لتكملوا العدة وتحمدوا الله على إكمال النعمة إتمامها فتكبروه وتمجدوه أن شرع لكم الصيام وأعانكم فاستكملتم الشهر كاملا فاحمدوا الله واثنوا عليه، ولهذا شرع التكبير عندما يبلغنا هلال شوال أن نقول (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، لقوله (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، أي بالتكبير تكونون شاكرين لله نعمه عليكم لأن الله إذا أنعم على عبد نعمة فإن الواجب أن يقابلها بشكر الله (لئن شكرتم لأزيدنكم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.