لم يتوقع نوراد نانشي عندما غادر بلده الأصلي تنزانيا، منذ 42 عاماً متوجهاً إلى كندا، أن يتم انتخاب ابنه ناهيد نانشي في يوم من الأيام أفضل رئيس بلدية في العالم. هذا المسلم ذو البشرة السوداء الذي تولى منصب عمدة مدينة كالغاري بكندا في 2010، استطاع أن يقنع أفراد "المؤسسة الدولية لرؤساء بلديات العالم" ليصوتوا لصالحه، ويختاروه كأحسن رئيس بلدية في العالم في بداية شهر فبراير الجاري، رغم المنافسة الشديدة. ووصفه أفراد هذه المؤسسة العالمية "بالرجل المحبوب من قبل كل الكنديين، الذي يقضي كل أوقاته في الشغل، ولا يتردد أمام أية مهمة، حتى ولو كانت صعبة أو مملة، إضافة إلى أنه من بين المستخدمين المدمنين لمواقع التواصل الاجتماعي". تعليقات أخرى تثني على نزاهة هذا المسلم الكندي من أصول تنزانية في العمل، وأخلاقه الحميدة، وكرمه، وانفتاحه السياسي والديني. البعض الآخر معجب بقدرته على التغيير بشكل إيجابي المدينة التي يترأسها، والمساعدات التي قدمها في 2013، حينما تعرضت كالغاري إلى فيضانات قاتلة أرغمت أكثر من 700 ألف شخص على مغادرة منازلهم خلال شهور عديدة. لم يصل إلى المكانة التي هو عليها بسهولة، بل بعد سنوات طويلة من الدراسة والمثابرة. فبعد جامعة "كالغاري"، انتقل إلى جامعة "هارفارد" العريقة، حيث نال شهادة في مجال الإدارة العامة؛ ليلتحق بعد ذلك بمكتب "ماكنزي" للاستشارات. وقد اقترحت عليه الأممالمتحدة منصباً عريقاً في سويسرا، لكنه رفض ذلك وفضل البقاء في مدينته، حيث فتح مركزاً استشارياً قدم من خلاله مساعدات كثيرة للمؤسسات الحكومة المتواجدة هناك. في 2010، قرر اقتحام عالم السياسة والمشاركة في الانتخابات البلدية. وكانت حظوظه تبدو ضئيلة جداً آنذاك، لا سيما في مدينة محافظة، إضافة إلى أنه ابن مهاجر ومسلم من إفريقيا، ومرشح باسم حزب اليسار. لكن بفضل الحملة الانتخابية التي قام بها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمكن من إقناع عدد كبير من سكان كالغاري، خاصة الشباب الذين صوتوا لصالحه ليتولى منصب رئيس بلدية كالغاري في 2010، وليصبح بذلك أول رئيس بلدية مسلم في كندا. في 2013، أعيد انتخابه من جديد بسهولة كبيرة، وحصل على 73 بالمائة من الأصوات. ويعتبر ناهيد نانشي ثاني الشخصيات المؤثرة في كندا، بعد رئيس الحكومة الكندية ستيفان هاربر.