بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، وبعد. كلماتي أسطرها لكِ يا أَمة الله، ويا عقيلة المجد في مأرز الإيمان، ومهبط الوحي، وأرض الحرمين الشريفين، في هذه البلاد السعودية المباركة، التي أعزها الله بالتوحيد، وبارك حكامها بنصرتهم لدعوة الإمام المجدد ابن عبدالوهاب، فكان شرع الله المطهر هو دستورها، وعمادها، وسبب قوتها تمكينها بفضل الله. كلماتي اليوم تخرج لك أخيتي ذاهلةً وجلة، تقول لكِ أنا النذير العريان، فهلا أصختِ لي مسامع قلبك، وعقلك. فإني والله أحبك! أخيتي: كم أدمى قلوب العقلاء في بلادي تلاعب الغرباء والمستغربين بك، ورقصهم على جراحك، وعزفهم على أوتار ألمك، وحاجتك، وامتطاؤهم ظهر أمنياتك؛ ليصلوا إلى أمنياتهم، على حساب سعادتك وكرامتك، وأمنك وعزتك يا عزيزة! هم رجال ونساء يتكلمون بلسانك ولهجتك، ويرتدون لباساً كلباس أهلك، ويسكنون معك وقريب منك، لكنهم العدو فاحذريهم! هل غركِ تصفيقهم لك، ومباركتهم بأن الأبواب قد فتحت لكِ على مصراعيها أخيراً لتبرزي لهم، وتقفي معهم جنباً لجنب، ووجهاً لوجه، وذئباً لشاة..!! هل خدعكِ أن أقسموا لكِ بأن الحضارة ستنحني تحت قدميكِ، وأن الرقي والتطور سيدلف لوطنكِ من يديكِ..! وأنهم سيقتحمون الفضاء من خلالك، ويصلون للقمر على متنك!! بالله عليكِ يا أمة الله، هل غرتكِ وعودهم وأمانيهم؟! بالله عليكِ يا حصيفة يا عاقلة.. أما عرفتِ القوم بعد؟! أما أدركتِ كم هم كاذبون مخادعون مغرورون مغرضون؟! أما رأيتِ كيف استغفلوا أخياتك العفيفات، واستغلوا حاجتهن وهمومهن، فزجوا بهن في أتون الأسى، ودوامة الألم والهوان مقابل دريهمات معدودة مغموسة بالمرارة والقهر، وتسلط القريب قبل الغريب عليهن! أما رأيتِ كيف سخروا من جراحك، وسطَّحوا قضاياك، وهمومك الكبيرة والعميقة، فجعلوها محصورة في قيادة سيارةٍ لا تملكين ثمنها، ورياضة بدنية، ومشاركة في الألعاب الأولمبية!! أما رأيتِ كيف ينافحون ويجاهدون لأجل وثيقتهم المشبوهة المشوَّهة (سيداو)، يعقدون لها الندوات والدورات ليبيضوا سوادها الكالح، ويكذبون ليقنعوك أنها لا تتعارض مع دينك! كل ذلك ليفرضوها عليكِ، ويزينوها لكِ بكاذب بريقهم، وخادع زخرفهم، باعتبارها ستعيد لك حقوقك السليبة فتُحيين بها الحياة السعيدة! أما رأيتِ كيف أعرضوا عن مطالبك الحقيقية في قضاياك المعلقة في المحاكم، وحقوقك المهضومة كزوجة، ومطلقة، ومعلقة، وأرملة، ويتيمة، وموظفة، وحقك في بيئة عمل آمنة، وراتب مجزٍ ومناسب، وفي حضانة أطفالٍ لكل بيئة عمل نسائية، وحقك في معاشٍ مقطوع لك إذا كنتِ ربة منزل، وغيرها كثير لا يلتفتون لها ولا يتحدثون عنها! أيا أمة الله، وربيبة التوحيد في بلادي الحبيبة: لقد كان المخطط طويلاً وحاذقاً وما يزال.. يضيق المقال عن سرده..استخدم فيه الأُجراءُ وسائلهم وحبائلهم التي تعلموها من كبرائهم الذين اشتروهم بثمن بخس، ليغرسوهم في نحورنا، فإياكِ أي أخية من السراب الخادع، والكذب المتلون في أفواههم، وإياكِ أن يمتطيك الأُجراء فيكون الشرخ في سد الفضيلة عن طريقكِ! اللهم.. يا حي يا قيوم.. يا سميع يا قريب، يا مجيب، يا واحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.. اللهم أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، أن تحفظ بناتنا وأخواتنا المسلمات من كل شر يراد لهن، وأن تجعلهن صالحات مصلحات هاديات مهديات، وأن تحفظهن وتجعلهن في ضمانك وإحسانك، وأن تخيب فيهن ظن المفسدين والمغرضين، وتجعلهن شوكة في نحور المنافقين والكافرين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.