أُقيم بعد ظهر يوم أمس الأول، السبت، بقاعة البابطين فرع خريص، حفل تكريم المعاهد الفائزة في جائزة الموسى لتميز المعاهد القرآنية على مستوى المملكة. استهل الحفلُ بأبيات ترحيب ألقتها "نجاة شراحيلي"، ثم كلمة المدير التنفيذي بالجمعية الخيرية الشيخ إبراهيم الهدلق بعد ذلك تلت الأستاذة منال الشهري آيات بينات من كتاب الله. أعقب ذلك كلمة رئيسة قسم شؤون المعاهد في الجمعية أ. جواهر العمر التي افتتحتها بالمواساة والعزاء في وفاة الشيخ سعد بن عبدالله الموسى النصف الثاني للوقف المبارك وقف الموسى, الذي وافته المنية في مساء الأربعاء 25 / 2, مشيرة إلى أنهم آثروا إقامة هذا الحفل برغم ما في القلوب من آثار فقده ليعيش الحضور آثار هذا الرجل المبارك ويكثرون من الدعاء له، وهو أعظم ما يحتاجه الآن، وأضافت: " إن من تمام منة الله -عز وجل- على عباده أن هيأ لخدمة كتابه العزيز صدوراً حانية ترعاه أيما رعاية، ومن هذه الرعاية انطلاق المشروع الرائد بشراكة فاعلة مع وقف الشيخين سعد وعبدالعزيز الموسى وهو مشروع (جائزة الموسى للتميز في المعاهد القرآنية)، وهي جائزة مبنية على مجموعة محكمة من المعايير والمواصفات الإدارية والفنية والتربوية اللازمة لرفع مستوى الجودة في المعاهد القرآنية. وأوضحت العمر أن معيار الحكم على المعاهد في الجائزة هو: كتابة سيرة ذاتية وفق معايير (الجائزة) مزودة بالشواهد والأدلة، من واقع المعهد، وقد تقدمت المعاهد وهي تضع نصب عينيها الأهداف التالية: 1. تحقيق رؤيتها وهي أن تكون معاهد جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض أنموذجاً لمعاهد معلمات القرآن الكريم النسائية داخل المملكة وخارجها. 2. رفع مستوى الأداء في المعاهد والارتقاء بجودة خدماتها وكفاءة عملها وفاعليته، بما يحقق رضا الشرائح المختلفة من المستفيدات. 3. التوثيق لكافة أعمال ومنجزات المعاهد لتتحول المعرفة الضمنية إلى معرفة منظمة صريحة مكتوبة إلكترونياً وورقياً ليسهل الإفادة منها واحتساب الأجر في ذلك. وبهذا يكون العمل في المعاهد عمل مؤسسي لا يتأثر بذهاب الأشخاص. وختمت بقولها: "إن رؤية أثر المشاركة في الجائزة على تطوير أداء المعاهد أثناء إعداد التقارير وقبل إعلان النتائج كانت سبباً للدعاء لمن أعد الجائزة وهو مركز معاهد للاستشارات التربوية والتعليمية ولمن تبناها بماله واهتمامه ومشاركته الفاعلة وهو وقف الشيخين سعد وعبدالعزيز الموسى عليهما رحمة الله، ولجمعيتنا المباركة التي ساندتنا حتى أتمت المعاهد تقاريرها ثم أقامت هذا الحفل احتفاءً بهذا التميز". فكيف بنا ونحن نقف أمامكم هذا الموقف الذي تشاركونا فيه غبطتنا وفرحتنا بمنة الله -عز وجل- على ثلاث من معاهدنا بالفوز بالمراكز الثلاث الأولى فئة (أ) على مستوى المملكة: المركز الأول: معهد لؤلؤة الرميح لمعلمات القرآن الكريم بشمال الرياض المركز الثاني: معهد معلمات القرآن الكريم بغرب الرياض المركز الثالث: معهد معلمات القرآن الكريم بشرق الرياض ثم تابعت فائزة الصيعري تقديمها المتميز لفقرات الحفل بتقديم كلمة المشرفة العامة على مسابقة جائزة الموسى د. أماني الطويلي أعقب ذلك كلمة مؤثرة للدكتورة رقية بنت محمد المحارب أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والمشرفة على موقع "لها أون لاين" ومركز النجاح للاستشارات قالت فيها: "سبحان الله العظيم؛ من الموافقات أن آتي لهذا الحفل المبارك لجائزة الموسى ثم أخرج من هنا لتعزية الموسى في أحد مؤسسي وداعمي هذه الجائزة، تموت الأجساد وتبقى الأعمال يموت أصحابها ويبقى فضلهم كلما كان العمل خالصا لوجه الله تعالى كلما كان باقياً وكلما ارتبط بكتاب الله كان مباركاً وعظيما فطوبى لمن وضع له بصمة بمثل هذه الأعمال، فيجعل الله له لسان ذكر في الآخرين، طوبى لمن اجتهدوا وعملوا لا لمضاعفة أموالهم وثرواتهم فهم كثير في هذه الدنيا، بل لمن يعملون لما يبقى لهم في آخرتهم، فليعمل كل لنفسه ويضاعف لنفسه " وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ " سورة الروم، ثم تحدثت د. رقية عن تأسيس المعاهد القرآنية وأول دور تحفيظ أشرفت عليها عام 1405ه / 1406 في مدينة الرياض وكانت 4 أو 5 دور حتى بلغت اليوم ولله الحمد والمنة بالمئات، وفي آخر إحصائية أن في الرياض وحدها 430 داراً لتحفيظ القرآن الكريم؛ مما احتاج معه أهل الفهم والنظام من الأكاديميين والغيورين على كتاب الله تعالى إلى إنشاء مؤسسات لتأهيل المعلمات، ثم ختمت كلمتها بالدعاء لداعم الجائزة. كما ألقت أ. جواهر العمر كلمة نيابة عن البندري بنت عبدالعزيز الموسى التي كان الحفل على شرفها ولم تحضر لظروف العزاء قالت فيها: "إن حفظة كتاب الله هم ورثة الفضل العظيم فترى في وجوههم البشر وأرواحهم أعذب من الماء الفرات وصيّر القرءان قلوبهم قصوراً للسكينة، جعلكم الله من أهل القرآن وخاصته، وساق لكم الخير حيث كنتم. واسأل الله الكريم أن يسبغ عليكم به النعم ويلبسكم به الحلل يوم القيامة, وأسال الله أن يتغمد من فقدتُ هذه الأيام عمي الشيخ سعد الموسى وأن يرحم شيخاً لا تفارقني ذكراه، وأن يمنّ علينا أن نسير على دربه في خدمة كتاب الله، والشكر الجزيل لمركز معاهد معلمات القرءان الكريم على ما يقدمونه لخدمة كتاب الله. بعد ذلك اختتم الاحتفاء بتكريم المعاهد الفائزة بجائزة الموسى للتميز في المعاهد القرآنية على مستوى المملكة فئة (أ)، ثم توجهت الحاضرات لزيارة المعرض المصاحب وتناول طعام الغداء.