تقرير خلاصته 499 صفحة – أعده مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم الثلاثاء، اتهم الاستخبارات المركزية الأمريكية بالوحشية والكذب، في تعاملها مع المعتقلين أعقاب هجمات سبتمبر 2001. التقرير أدان الوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في استجواب عدد من المشتبه بهم، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، متهماً الوكالة بالتعامل بطريقة "وحشية" مع المعتقلين. واتهم التقرير، المخابرات المركزية الأمريكية ال"سي آي إيه" بالكذب على البيت الأبيض، وقال إنها: "قدمت معلومات ناقصة وغير دقيقة للبيت الأبيض فيما يتعلق بفعالية برنامج الاستجواب الذي اتبعته مع المشتبه بهم". وقال التقرير، الذي أصدرته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي، بعد تحقيق دام 5 سنوات، إن الاستجوابات التي قامت بها المخابرات الأمريكية مع المعتقلين "تمت بطريقة وحشية". وذكر التقرير عدداً من الوسائل التي استخدمتها ال"سي آي إيه" في استجواب المعتقلين، من بينها ما قامت به مع معتقلها الأول أبو زبيدة (وهو مواطن سعودي محتجز في معتقل غوانتانامو الأمريكي، ويعتقد أنه عضو بتنظيم القاعدة) وآخرين، حيث استخدمت أساليب كصفعهم، وضربهم للحائط بشكل يجمع ما بين الأسلوبين، إلى جانب حرمانهم من النوم، وتعريتهم. ولفت التقرير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت – أيضاً – أسلوب الإيهام بالغرق، الذي وصفه التقرير بأنه كان "ضاراً من الناحية الجسدية، وتسبب في تشنجات وقيء لعدد من المعتقلين". وضرب التقرير مثالاً بأبو زبيدة الذي أصبح "لا يستجيب تماماً (للمحققين)، مع خروج فقعات من فمه". كما دلل على أضرار أسلوب الإيهام بالغرق بما حدث لخالد شيخ محمد (وهو مواطن كويتي سجين لدى الولاياتالمتحدة، ويعتقد أنه من أبرز قادة تنظيم القاعدة)، واصفة ما تعرض له بأنه ليس مجرد إيهاماً، ولكنه "قارب الغرق". ومن بين الأساليب: الحرمان من النوم، وإبقاء المعتقلين مستيقظين لمدة تصل إلى 180 ساعة، عادة ما يكونوا واقفين في أوضاع مجهدة، وفي بعض الأحيان تكون أيديهم مقيدهم فوق رؤوسهم. والتقرير المنشور هو ملخص لتقرير أطول مكون من 6700 صفحة، كشف أن 26 من أصل 119 معتقلاً من قبل السي آي إيه لم تتوفر فيهم معايير الاعتقال. ومن جهتها، قالت رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، ديان فينستين، خلال عرضها التقرير "بحثنا 6 ملايين و800 ألف وثيقة متعلقة ببرنامج الاستجواب". واعتبرت "فينستين" نشر التقرير "خطوة في المسار الصحيح للتعلم من الأخطاء". وقالت: "سي آي إيه قدمت معلومات غير دقيقة بشأن البرنامج، ومدى فعاليته للبيت الأبيض، ووزارة العدل، والكونغرس، ووسائل الإعلام". وأضافت: "برنامج السي آي إيه" كان مختلفاً تماماً عن الصورة التي تم إيصالها للشعب الأمريكي". ولفتت إلى بعض أهم النتائج في التقرير، وقالت إنها أثبتت: "عدم نجاح وفعالية البرنامج"، وأن أساليبه: "لم تكن فعالة" للحصول على تعاون الموقوف. وجاء التقرير في أعقاب تحقيق أجرته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، على مدى 5 أعوام، في البرنامج الذي استهدف استخلاص معلومات من معتقلين تابعين للقاعدة، وآخرين محتجزين في سجون في أنحاء العالم. وكان عدد من قيادات أجهزة الاستخبارات الأمريكية قالوا – في وقت سابق على صدور التقرير – إن برنامج الاستجواب كان فعالاً، وأحبط عدداً من المخططات الإرهابية.