كشفت مصادر مطلعة عن وجود خلافات وتباينات حادة بين قيادات الميليشيات الانقلابية ظهرت جلية خلال مناقشات مقترحات عرضها المبعوث الأممي مارتن غريفيث خلال محادثاته التي أجراها يومي الاثنين والثلاثاء مع قادة الميليشيات بشأن الانسحاب من الحديدة وتجنيبها القتال. وأوضحت المصادر أن الجناح المحسوب على صالح الصماد، الرئيس السابق لما يسمى المجلس الأعلى للانقلابيين؛ وهو الجناح القبلي في جماعة الحوثي، ويمثله يوسف الفيشي يظهر مرونة في الاستجابة لمقترح الانسحاب من الحديدة مقابل التزام الحكومة الشرعية بدفع مرتبات الموظفين، وإعادة فتح مطار صنعاء. في حين يبدي تيار عبدالكريم الحوثي الموصوف بالحاكم الفعلي لصنعاء ومعه محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، ومعهما مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى تمسكه بالبقاء في الحديدة، وعدم الانسحاب منها مع القبول بوجود مراقبين أمميين للإشراف على تسيير شؤون الميناء، ومراقبة إيراداته المالية مقابل دفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الانقلابيين. التيار الثاني وبحسب مصادر قريبة من ميليشيا الحوثي الانقلابية، يحظى بدعم من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، ويرى في أي تنازلات أو القبول بالانسحاب من الحديدة تفريطاً بالسيادة، وخطوة تهدد بأضعاف الموقف العسكري والسياسي للميليشيات. وكان غريفيث قد تباحث مساء الاثنين مع عدد من قادة جماعة الحوثي غير المتطرفين، وتلقى منهم بحسب مصادر سياسية إشارات وصفت بالإيجابية، لكنه اصطدم خلال لقائه بمهدي المشاط بموقف رافض للانسحاب من محافظة الحديدة، وإخضاع وضع ميناء الحديدة للتفاوض في إطار تسوية سياسية شاملة.