أدى جموع المسلمين صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الحرام في أجواء تملؤها البهجة والفرح والسرور، واستمعوا إلى خطبة العيد التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، التي استهلها بالحمد والثناء على الله عز وجل وشكره على ما منَّ على المسلمين من منن عظيمة. وقال الشيخ ابن حميد: "يا أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- في السر والعلن والمبادرة بالأعمال الصالحة"، مضيفا أن عيد الفطر يوم عيد الحبور والسرور حيث تمتلئ القلوب بهجة ومحبة وألفة، وأن عيدُنا – أهلَ الإسلام – عيدُ غبطة في الدين والطاعة، وعيد بهجة في الدنيا والحياة، عيد تزاور، وصلة وقربى، وصفحٍ، وعفوٍ، ومسامحةٍ، ومحبةٍ، وإخاءٍ، وأُلفة، وليس عيد أشر ولا بطر، ولا فسق ولا فجور. وأشار إلى أن الإسلام في بنائه الأخلاقي جاء بكل ما هو راق ومتحضر، وسما بأتباعه فوق كل الصغائر، ورسم للإنسانية حياة كريمة، تحيط بها كل المعاني السامية، وأن دين الإسلام في قيمه وأخلاقه يأبى أن تمارس الفضائل في سوق المنفعة العاجلة، وأن تنطوي دخائل النفوس على نيات مغشوشة، حيث أن الوفاء خلق عظيم وسمة طيبة. وذكر فضيلته أمثلة وصوراً عن أنواع الوفاء مثل الوفاء في جناب الرسول والوفاء مع الناس ثم الوفاء مع الوالدين ومع الزوجين والأقارب والأصحاب والأصدقاء وذلك لم فيه خير بين الناس. وفي الخطبة الثانية أكد أن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بقيادتها، وحكمتها، ولله الحمد تدرك كما يدرك كل عاقل منصف صادق أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في محيط يعج بالقلاقل والأزمات، ولا طريق للخلاص، والسلامة، والرخاء، إلا الاتحاد والتضامن والصدق في التصدي للمشكلات والأزمات. وأشار فضيلته أن العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب، ومصالحة النفوس، مناسبة لغسل أدران الحقد والحسد، وإزالة أسباب العداوة والبغضاء. وتحدث الشيخ بن حميد عن فضل إخراج زكاة الفطر وبين قدرها ووقتها حيث قال أخرجوها طيبة بها نفوسكم، ومقدارها صاع من غالب قوت البلد، كالأرز، والبر، والتمر، عن كل مسلم، ووقت إخراجها الفاضل يوم العيد قبل الصلاة. واختتم فضيلته بأن يتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات والأعمال الصالحات الله أكبر ما أنعم ربنا من الفضل والخيرات، والله أكبر ما أفاض من الآلاء والبركات.