لاتزال عملية "دفن" الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، التي جرت قبل 12 عاما، بعدما تم إعدامه في صبيحة عيد الأضحى المبارك عام 2006، واحدة من الألغاز التي تثير جدلا واسعا بين الحين والآخر. ويتداول البعض هذه الأيام روايات مغلوطة في أغلبها عن جثة صدام حسين، منها أنه تم نبش قبرة فوجدوا جثمانه لا يزال صحيحا كما لو كان قد مات حديثا، وآخرون يقولون إن قبره قد تم نبشه دون أن يجدوا جثمانه فيه، لتتزايد التساؤلات، أين جثة صدام؟ من أخذها؟ وكيف سحبت من مكانها؟ فموضع الجثة الحالي لا يزال مجهولا وفقا لتلك الروايات. دفن في قريته تقرير لوكالة "فرانس برس" تتبع مسألة جثة "صدام حسين" منذ إعدامه وحتى اليوم، في محاولة لمعرفة القصة الحقيقة لمصيرها. وبحسب الوكالة فإن"صدام حسين" قد تم دفنه بعد إعدامه، في مسقط رأسه ببلدة «العوجة» غير أن سكّان القرية يؤكدون أن جثمانه اختفى من القبر الذي أمسى «مزاراً لأهل قريته وأقربائه، حتى للرحلات المدرسية وبعض الشعراء الذين كانوا يأتون ويلقون قصائد في رثائه»، وفق ما أكّده مسؤول قيادي في الحشد الشعبي بتكريت جعفر الغراوي لوكالة «فرانس برس». الطائرات دمرت القبر ويلفت مسؤولون في قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل شيعية تابعة لأحزاب برزت بعد سقوط نظام صدام، إلى أن القبر دمرته طائرات الجيش العراقي عقب دخول تنظيم «داعش» إلى العوجة في العام 2014، بعدما تمركز مقاتلون داخل القاعة. لكن الحشد كان أعلن في وقت سابق أن «داعش» هو من فخخ القبر وفجره، ورواية التفجير يؤكدها الشيخ مناف علي الندى، زعيم عشيرة البوناصر التي يتحدر منها صدام، والذي اضطرت وكالة «فرانس برس» مقابلته في أربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق، حيث يقيم حاليا، لعدم تمكنه من العودة. يقول الندى إن «القبر نبش، ثم تم تفجيره»، من دون أن يوضح المسؤولين عن عملية التفجير "لأننا لا نعرف شيئا عن العوجة مذ غادرناها". يوضح الندى أن العوجة اليوم فارغة تماما من سكانها، يحرسها مقاتلون من فصائل الحشد الشعبي، ويمنع الدخول إليها إلا بإذن خاص. وغادرت عشيرة وأقرباء صدام القرية «قسرا» وفق الندى، الذي يبدي تخوفه من العودة في حل سمح لهم بذلك. نبش القبر وإحراق جثته ويوضح الغراوي "سمعنا روايات أن أحد أقربائه جاء بسيارات رباعية الدفع ونبش القبر للثأر لعمه وأبوه اللذين قتلهما صدام. أحرق الجثة وسحلها، ولا نعرف إذا أعادها أم لا". ثم لا يلبث أن يتدارك «نعم، نعتقد أن الجثة لا تزال هنا»، قرب شاهد حديد كتبت عليه عبارة "قبر هدام كان هنا". في الباحة خارج قاعة القبر، كان يفترض أن تتواجد قبور نجلي صدام، عدي وقصي، وأحد أحفاده، إضافة إلى ابن عمه علي حسن المجيد الذي كان مستشارا رئاسيا ومسؤولا في حزب البعث. لكن لا أثر لذلك. نقل جثمانه للأردن هذا الغموض يولد شائعات كثيرة. فخارج الضريح، يهمس أحد مقاتلي الحشد قائلا إن «هناك رواية تقول بأن ابنة صدام، حلا، جاءت على متن طائرة خاصة إلى القرية وسحبت جثة والدها، ونقلتها إلى الأردن» حيث تعيش حاليا. لكن أحد العارفين للقضية في المنطقة يقول ل«فرانس برس» طالبا عدم كشف هويته إن "هذه الرواية عارية من الصحة ولا أساس لها. أصلا حلا لم تأت إلى العراق". دفن في مكان سري ورغم ذلك، يؤكد المقرب من العشيرة التي كانت يوما حاكمة بأمرها أن "جثمان الرئيس نقل إلى مكان سري، ولا يمكن معرفة المكان أو الأشخاص الذي نقلوه". ويلمح إلى أن القبر لم يقصف بل تم تفجيره، لافتا إلى أن "قبر والده، في مدخل تكريت، تم تفجيره أيضا". وبين كل تلك الروايات لاتزال الحقيقة غائبة بشأن جثمان صدام حسين، وما جرى لها بعد إعدامه قبل 12 عاما، لكن المؤكد أن صدام حسين قد مات وأعدم، بعد سقوط نظامه واحتلال الولاياتالمتحدةالأمريكيةالعراق قبل 15 عاما عام.