أَوْصَى فضيلة الدكتور فيصل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام بتقوى الله وإِصْلَاح العمل وقال: إن أَغْلَى مَا يملكه المسلم فِي هذه الحياةِ دينه، وكيف لا يكون كذلك وقد منّ الله به عليه وهداه إليه، والإسلام قوام المرء فهو بمثابة الروح للجسد، وَهُوَ سبب سعادته وفلاحه، وسبيلُه إِلَى الجنة؛ وعليه فالمؤمن يحرِص على إِصْلَاح دينه. وأَضَافَ فضيلته: المصيبة فِي الدين أعظم المصائب ولذا فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بقوله: (ولا تجعل مصيبتنا فِي ديننا)، والمصائب تكون فِي مال الإِنْسَان أو بدنه أو مسْكنِه أو أهله، وكلها تهون وتسهل أمام مصيبة الدِّين، فمن أُصِيبَ فِي دنياه بموت أو خوف أو جوع أو فقر أو مرض أو غير ذلك فقد نقص من دنياه مَا قدر عليه، ثم إن هو صبر واحتسب ورضي عوّضه الله خيراً منه. وبين غزاوي أن المصيبة فِي الدين على قسمين: إمَّا أن يُبْتَلى المرء بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه ذلك، فهذه مهْلكة مثلُ الموت للبدن، ومن عز عليه دينه هانت عليه نفسُه, وَإِذَا رأى المؤمن أهل البلاء حمِد اللهَ أن عافاه وسلمه, ومما لا شك فيه أن المبتلى فِي دينه، أخطرُ من المبتلى فِي بدنه ولا شك أن داءَه أعظم. وَأكَّدَ فضيلته أن المؤمن يخالط الناس فيألفهم ويعاشرهم ويصادقهم لكن مع ذلك كله يحذر على دينه، فعن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ: (خالط الناس ودينَك لا تَكْلِمَنَّه) أي خالط الناس لكن بشرط أن لا يَحْصُل فِي دينك خلل وفساد, ودفعاً لهذه المفسدة العظيمة فإنه يتعين الحذر من مجالسة الأشرار والفجار؛ فمُخَالَطَتهم تُؤدِّي إِلَى الهلاك، والطباع سراقة، والإِنْسَان على عادة صاحبه وطريقتِه وسيرته. وفي ختام خطبته، شَدَّدَ الشيخ غزاوي على أهمية جميع الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، إلا أن الدينَ أهمّها وأعظمها, وهناك مقاصد ضرورية لحفظ الدين، وهي: تثبيت أركانه وأحكامِه، والعملُ على إبعاد مَا يخالف دين الله ويعارضه، كالبدع ونشر الكفر والرذيلة والإلحاد والتهاون فِي أداء واجبات التكليف.