يعيش الإنسان مع الطبيعة التي خلقها الله، ولا يدرك – في كثير من الأحيان – مدى التفاعل بينه وبينها، وغير المسلم لا يعتقد – أصلاً – أن هناك تواصلاً طبيعياً بين الإنسان وباقي المخلوقات، بما فيها الجمادات. هذا الجِذْع – وهو جماد – يئن عندما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، واستخدم المنبر، ولم يسكن حتى ضمه! وهذا "أحد" جبل يحبنا ونحبه – كما أشار لذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم – وكانت الأحجار تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ولم يكن يدري ما تقول حتى أخبره بذلك جبريل. يشترك الإنسان في خصائص أساسية مع باقي المخلوقات، حتى غير ذوات الأرواح بالسجود لله: {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض}، و كذلك الجميع يسبح له: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} لكن لا نعرف لغة الحيوان والجماد التي تسبح بها، ولا الطريقة التي تسجد بها. الخالق واحد، والخلق خلقه، إنسهم، وجنهم، وحيوانهم، وجمادهم، لكن لم يصل العلم لإدراك الكثير من حقائق الحيوانات والنباتات، فضلاً عن الجمادات. يقول أحد الخبراء في هندسة الطيران: «أشعر بأجزاء المحركات، وأتواصل مع قطع الطائرة، وأكاد أجزم بمواقع الخلل فيها، وأتحسس حتى ينكسر اللوح أشعر بأنينه، وأتوقع ماذا سيحدث له بعد إنهاك معين! عندما اهتز "أُحد" قال صلى الله عليه وسلم: "اسكن أُحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيد"، فسكن الجبل، ولم يتحرك! إن تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الجمادات يؤكد أن لها صفة حياتية معينة، ولها وسيلة تعبير مع غيرها بما فيها الإنسان، كما للحيوانات فطرة تسير على هديها، فيظهر أن لباقي المخلوقات – أيضاً – فطرة وإن لم يدرك الإنسان كنهها، وطبيعتها. في كثير من الآيات يخاطب الله النار، وكذلك يحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السماء وأنينها: (أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما من موضع قدم إلا ملك ساجد أو قائم) إذن النار تتحدث! والسماء تئن! والجبال تسير! عندما يأذن الله لها بذلك يوم القيامة ألا يدل على توافق خلقي عجيب. مر صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: (إنها ليعذبان وما يعذبان في كبير.. ثم زرع شجرتين على قبريهما، وقال: (لعلهما تخففان عنهما ما لم تيبسا) أي أنهما ما دامتا خضراوين.. أي فيهما حياة، فهما سيخففان من عذاب أصحاب القبور!! بعض النباتات التي تتعرض لرياح دائمة في اتجاه معين، تميل نحو الاتجاه الآخر كي تتفادى الانكسار! زهرة معروفة يسميها الغربيون «عباد الشمس» تسير مع حركة الشمس وتتابعها بشكل دائم، من الشروق حتى الغروب فهل هذه الحركة طبيعية أم جزء من شعور خاص بها؟ جميع الأشجار تبحث عن الشمس، وهي وإن كانت حركتها بطيئة، لكنها في النهاية تتجه للشمس والضوء. الغزلان والوعول تمر أمام الأسود بهدوء وطمأنينة عندما تكون الأخيرة شبعى موقنة أنها لن تتعرض لها!! قال تعالى عن بعض الحجارة الساقطة: {وإن منها لما يهبط من خشية الله}؛ أي إن سقوطها صفة لخشيتها لله تعالى، صفة السجود لله تجمع الإنس والجن – عدا كافرهم - والحيوان، والنبات، والجماد، وكل مخلوق؛ مما يدل على أن منظومة الكون متناسقة، وذات اتجاه واحد لخالقها ومبدعها. عندما تنطق الأيدي، والألسن، والأرجل – من الإنسان – يوم القيامة، وتدلل على الأفعال التي قام بها في الحياة الدنيا، تشير إلى صفة موجودة فيها تظهر عندما تؤمر بذلك. وتكتمل المنظومة بين كافة المخلوقات: الإنسان، والشجر، والحجر في آخر الزمان، حيث يتعاون الجميع في قتل اليهود في فلسطين، كما قال صلى الله عليه وسلم: "حتى يقول الحجر: تعال يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله"، الكل مسلم لله منقاد لأمره، إلا شجر الغرقد فإنه من أعوان يهود، فلا ينطق ولا يتعاون مع المسلمين في اكتشاف مخابئهم!!