يبدو أن رجل المرور الكلاسيكي، حامل الدفتر الأصفر، قد أصبح جزءاً من الماضي بعدما فرضت «الغرامات الذكية» سطوتها، وباتت القسائم تصل إلى مستحقيها عبر شاشات الهواتف والتطبيقات الإلكترونية، فتنفست الواجهات الزجاجية للسيارات الصعداء بعد ما وجدت القسائم الصفراء طريقها إلى واجهات الهواتف المتنقلة عبر الوسائط والرسائل النصية، التي لا تستأذن مستقبلها، فتأتيه في كل وقت صباحا أو مساء أو عند القيلولة أو حتى عند الفجر. صحيح أن رجل المرور التقليدي الأصيل ما زال يشكل حضوراً خفيفاً في الشوارع، رصداً ومتابعة وتفكيكاً للزحام، فضلاً عن بعض المهمات في رصد المخالفات، مستعيناً بنظام «باشر»، إذ يقتسم الاثنان المهمة بالتساوي، بعد أن غادرت الورقة الصفراء الشوارع. تلك المغادرة لم تكن خياراً سلكه رجل المرور، إذ غزت التقنية الميادين، وأصبحت أنظمة المرور الحديثة «باشر» و«ساهر» و«الرصد الآلي» خياراً إجبارياً للمرور ولكافة شركاء الطريق، الذين تعايشوا، أمس (الاثنين)، مع أول إطلالة لنظام الرصد الآلي لمخالفات حزام الأمان واستخدام الجوالات، فأطلق قادة المركبات الابتسامات، بين تارك لهذا الجهاز الخفيف أو مراقب للطريق بغرض كشف حالات الاختراق، طبقاً ل "عكاظ". وشهدت 3 مدن أمس انطلاق تنفيذ إجراءات الضبط الآلي لمخالفات عدم ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف المتنقل باليد أثناء القيادة وفق تأكيد الإدارة العامة للمرور، التي أوضحت أن ذلك يأتي في إطار التوسع في ضبط المخالفات المرورية بواسطة التقنية الحديثة، التي ستبدأ في مرحلتها الأولى بمدن الرياضوجدة والدمام، وستعقبها تغطية باقي المدن، إذ سيتم تسجيل المخالفات على مالكي المركبات، أو الأشخاص المفوضين بقيادتها، وإشعارهم عنها برسائل نصية. وكشفت إدارة المرور في ردها على عدد من الأسئلة المتعلقة بالنظام الحديث أن عدم ربط الحزام للراكب يعد مخالفة، كما أنه لا يعد استخدام سماعة البلوتوث أو سماعة الأذن مخالفة، وشددت على أن استخدام الهاتف عند الإشارة في حال الوقوف التام لا يعد مخالفة، وأفصحت عن أن التدخين داخل السيارة مخالفة كون ذلك انشغالا بغير الطريق، وأوضحت إدارة المرور أن النظام يلزم قائدي المركبات باستخدام أحزمة الأمان أثناء السير على الطرق، كما يلزمهم بتنبيه الركاب المرافقين بضرورة ربط الحزام.