عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتراف بلاده بمدينة القدس "عاصمة" للكيان المحتل، بالضد من قرارات الأممالمتحدة التي ترى القدسالشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لم يكن من المتوقع أن تتم ترجمة هذا الاعتراف على أرض الواقع خلال مدة قصيرة. وعندما برزت مشكلة بناء مبنى جديد للسفارة في القدس، أعلن رجل الأعمال اليهودي وإمبراطور كازينوهات القمار في الولاياتالمتحدة شيلدون أديلسون عن استعداده لتحمل كلفة بناء المبنى الجديد الذي يقدر بنحو نصف مليار دولار. فمن هو أديلسون؟ ابحث عن المرأة هذا الإعلان السخي من قبل أديلسون ليس سوى آخر مبادرة له في دعم "الكيان الصهيوني" وخاصة الأحزاب اليمينية والذي بدأ مع زواجه من الإسرائيلية مريام أوكشورن. أديلسون هو مالك أكبر كازينوهات القمار في مدينة لاس فيغاس في الولاياتالمتحدة وجزيرة ماكاو الصينية، وترتيبه الرابع عشر في قائمة أكبر الأثرياء في الولاياتالمتحدة حيث قدرت مجلة فوربس ثروته عام 2017 بأكثر من 34 مليار دولار. والداه يهوديان هاجرا من جمهورية ليتوانيا ومقاطعة ويلز في بريطانيا. وكان والده الليتواني الأصل يعمل سائق سيارة أجرة وأبصر أديلسون النور مع إخوته في شقة صغيرة من غرفة واحدة. وكان في صباه يبيع الصحف في الشوارع. التحق بجامعة في نيويورك لكنه لم يكمل دراسته. والتحق بالجيش الأمريكي وبعد إنهاء خدمته العسكرية عمل في التجارة لكنه لم يحقق نجاحاً يذكر. في سبعينيات القرن الماضي أسس مع عدد من الشركاء شركة كومديكس (COMDEX) التي تولت تنظيم واحد من أكبر معارض الكومبيوتر في لاس فيغاس سنوياً وأصبح المعرض فيما بعد أحد أكبر المعارض على المستوى العالمي. عالم القمار دخل أديلسون عام 1989 عالم القمار عندما اشترى فندق وكازينو ساندز من رجل الأعمال كيرك كريكوريان. هدم أديلسون الفندق والكازينو عام 1996 وبنى على أرضه كازينو عملاقاً في عام 1999 وفندقاً خاصاً بزبائن الكازينو وسرعان ما أقام عدداً من الكازينوهات على نفس المبدأ في لاس فيغاس. نمت ثروته بشكل ملموس عندما افتتح كازينو في جزيرة ماكاو الواقعة جنوبالصين في أعقاب نقل السيادة على الجزيرة من البرتغال إلى الصين عام 1999. فقد حصل أيدلسون على أول ترخيص لإقامة كازينو قمار على الجزيرة الصغيرة وتم افتتاحه عام 2004، وسرعان ما افتتح عدة كازينوهات قمار أخرى في الجزيرة بعد أن لاقى الأول نجاحاً باهرا. وتجاوزت ماكاو مدينة لاس فيغاس الأمريكية وتحولت إلى قبلة لهواة لعب القمار في العالم. وأديلسون من أكبر من المتبرعين للحزب الجمهوري خاصة بعد أن ألغت المحكمة العليا الأمريكية القيود على التبرعات للأحزاب السياسية. فقد تبرع للحزب بمبلغ 100 مليون دولار خلال انتخابات عام 2012 في مسعى لإلحاق الهزيمة بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وكان من بين كبار المتبرعين للرئيس الحالي دونالد ترامب في انتخابات 2016 حيث وصلت قيمة تبرعاته إلى 50 مليون دولار. كما جاء على رأس قائمة المتبرعين لحفلة تنصيب ترامب بمبلغ 5 ملايين دولار. كما تبرع بسخاء للمرشح الجمهوري لمنع وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008. وبرز اهتمامه بالسياسة الداخلية في إسرائيل في أعقاب زواجه من أوكشورن عام 1991 وأنجب منها أربعة أبناء رغم فارق السن الكبير بينهما والذي يبلغ 22 عاماً. وتبرع بسخاء لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس حكومة الكيان الصهيوني الحالي بنيامين نتنياهو، كما يمول أديلسون صحيفة "هايوم" اليومية والتي توزع مجاناً وهي الأكثر توزيعا حالياً لديهم، وذات توجهات يمينية ومؤيدة بشدة لنتنياهو. أما مريام أوكشورن أو الدكتورة ميري، كما تُلقب في أوساط الكيان الصهيوني، فهي من أصول يهودية بولندية، إذ فرَّ والداها إلى الكيان المحتل عشية الحرب العالمية الثانية هرباً من المذابح النازية. وتبرع الزوجان بسخاء للمرشح الجمهوري لمنع وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008.