أظهرت صور جديدة للأقمار الاصطناعية، قيام حكومة ميانمار بهدم قرى الروهنغيا في إقليم أراكان باستخدام الجرافات. وذكرت وكالة أسوشييتد برس، أن الصور التي اطلعت عليها أظهرت أن 28 قرية على الأقل تمت تسويتها بالأرض، وباتت "خاوية تماما". وأضافت أن تلك القرى تقع في مساحة دائرية يصل نصف قطرها 30 ميلاً (50 كيلومتراً) حول قرية منغدو في أراكان، وأن ممارسات الهدم وقعت خلال الفترة بين ديسمبر الماضي وفبراير الجاري. وفيما تزعم السلطات أنها تحاول إعادة بناء القرى من جديد، اتهمها ناشطون حقوقيون بأنها تسعى إلى "طمس الأدلة على الجرائم المرتكبة بحق الروهنغيا". ونقلت الوكالة الأمريكية عن ريتشارد واير، خبير في الشأن الميانماري بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" (حقوقية خاصة مقرها نيويورك)، أن السلطات الميانمارية "محت كل شيء". وأضاف "هذا أمر مقلق للغاية، لأن تلك المواقع التي تم تجريفها هي مسارح للجريمة، وسيعمل ذلك على عرقلة التحقيق في تلك الجرائم". وتابع "إن سلطات ميانمار تسعى حقا إلى عرقلة سير العدالة". وليست هذه الصور هي الأولى التي تكشف قيام حكومة ميانمار بهدم قرى ومساكن الروهنغيا، ففي سبتمبر الماضي، نشرت "هيومن رايتس ووتش" صور أقمار اصطناعية لمناطق دمرها الجيش في إقليم أراكان، تضم 450 مسكناً للروهنغيا. ويأتي هذا فيما أعلن مسؤول حكومي رفيع في ميانمار أمس الجمعة، أن عملية إعادة آلاف اللاجئين، معظمهم من مسلمي الروهنغيا، من بنغلادش ستبدأ في غضون أسبوعين. وقال وين ميات آيي وزير الخدمات الاجتماعية والإغاثة وإعادة التوطين للأناضول عبر الهاتف، إنه "ستتم استعادة الدفعة الأولى في غضون أسبوعين". وفي 23 نوفمبر الماضي، أبرمت حكومة ميانمار مذكرة تفاهم مع بنغلادش، بشأن عودة مئات آلاف الروهنغيا المسلمين الفارين إلى بنغلادش، هربا من انتهاكات جيش ميانمار والمليشيات البوذية المتطرفة. وأسفرت الجرائم المستمرة بحق الروهنغيا منذ سنوات، عن لجوء نحو 826 ألفاً إلى بنغلادش بينهم 656 ألفاً فروا منذ 25 أغسطس الماضي، وفق الأممالمتحدة. وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من أقلية الروهنغيا في أراكان غربي ميانمار، في الفترة الفاصلة بين 25 أغسطس و24 سبتمبر الماضيين.