تبادلت الاتهامات بين الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبين إدارات التعليم بعدد من المناطق، حول التنبيهات بالأحوال الجوية التي تستدعي تعليق الدراسة، "الأرصاد" دافعت وقالت إنها سترسل تنبيهاتها مبكراً ووقت رصدها، وإدارات تعليمية في "بعض" المناطق قالت إن التنبيهات تأتي لها متأخرة، والطلاب والطالبات وأولياء الأمور هم من يدفعون ثمن الارتباك بين "الأرصاد" وإدارات التعليم حول تعليق الدراسة بسبب سوء الأحوال الجوية؟ اعتذار.. والأرصاد السبب إدارة تعليم الرياض اعتذرت لأولياء الأمور عن الارتباك، الذي سببه تأخر قرار تعليق الدراسة يوم أمس الأربعاء بعد موجة الغبار التي ضربت العاصمة، وأشارت إلى أن مؤشرات هيئة الأرصاد وصلت متأخرة. لكن "الأرصاد" أكدت صدور تنبيهها عبر صفحتها على "تويتر" عند منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء عن توقعها بامتداد موجة الغبار إلى الرياض. وحمّل الناطق الرسمي بالهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، تعليم الرياض مسؤولية تأخير تعليق الدراسة، مبرئا ساحة الأرصاد لإبلاغهم التعليم منذ وقت مبكّر، وقال، "أخبرنا إدارة التعليم في الرياض بالحالة الجوية منذ العصر وتعليق الدراسة المتأخر متعلق بهم." نبهنا.. وأنذرنا.. واتصلنا وفي السياق ذاته قال متحدث الأرصاد "أنا كنت في اتصال مع إدارة تعليم الرياض حوالي 11:30 مساء، وبينت الحالة وأكدنا أن الرياح النشطة المثيرة للأتربة ستؤثر على الرياض وستشمل العاصمة الرياض خاصة المناطق الشمالية منها بسرعة وانخفاض في الرؤية لأقل من 1 كلم." وأوضح المتحدث "القحطاني"، "آلية عمل الأرصاد في النظام الآلي للإنذار المبكر، يتم بتمرير المعلومات عن الحالة الجوية إلى إمارات المناطق، ثم تمرر لنقاط الاتصال وهي 16 جهة حكومية معنية بالتعامل مع الظواهر الجوية ومنها التعليم والصحة". وقال " تمرر المعلومات أولاً بأول عن كل ما يستجد عن الحالة من رفع مستوى التنبيه من مراقبة إلى تنبيه ثم تنبيه متقدم ثم التحذير وهناك جداول زمنية تم تحديدها للتعامل أو الإعلان عن هذه الحالات نقوم بتمريرها أولاً بأول لهذه الجهات للمتابعة." 6 حالات لإعلان تعليق الدراسة ومن المعروف أن هناك 6 حالات لإعلان تعليق الدراسة في التقلبات الجوية وهي: 1- وجود رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار تنعدم فيها الرؤية الأفقية لمسافة أقل من 500 متر 2- وجود رياح وأعاصير تبلغ سرعتها من50 – 69 كيلومتراً في الساعة. 3- وجود سحب ركامية يتوقع هطول أمطار غزيرة منها 4- وجود رياح سطحية تصل سرعتها إلى 70 كيلومتراً في الساعة فأكثر 5- في حالة انعدام الرؤية الأفقية 6- وجود ظواهر جوية غير عادية قد تنتج عنها مضاعفات تؤثر سلبا على سير الحياة كهطول أمطار غزيرة. ربكة كبيرة وتسبب الإعلان المتأخر عن تعليق الدراسة في عدد من المناطق التعليمية، من بينها الرياضوالأحساء، أمس، في ربكة كبيرة بين الأسر التي انتقدت هذا التأخير في اتخاذ القرار الذي جاء في وقت متأخر، خاصة في تعليم الأحساء الذي أعلن التعليق في منتصف اليوم الدراسي. وطالبت الأسر وأولياء الأمور بأن تكون هناك مرجعية موحدة تكون مسؤولة عن قرار التعليق بدلاً من الازدواجية الحاصلة حالياً، حيث يتقاذف القرار بين إدارات التعليم وهيئة الأرصاد والدفاع المدني. قرار متأخر جداً في العاصمة الرياض، تأخر إعلان التعليق حتى الساعة ال05:29 صباحاً حين أصدر تعليم الرياض خبر التعليق عبر حساب الإدارة على «تويتر»، وهو وقت متأخر سبقه خروج العديد من المعلمين والمعلمات منذ الساعة الثالثة والرابعة فجرا للحاق بمدارسهم في بعض المحافظات والهجر النائية، وكذلك قدوم آخرين لمدارس العاصمة من مناطق بعيدة. كما أنه تزامن مع وقت انطلاق سيارات النقل والحافلات لنقل الطلاب والطالبات لمدارسهم، مما سبب ربكة كبيرة بين الأسر التي عاد بعض طلابها وطالباتها من منتصف الطريق. ورد إلينا «قبل قليل» وأرجع تعليم الرياض تأخر قراره بما ورد إلى الإدارة من هيئة الأرصاد قائلاً «نظرا لما ورد إلينا «قبل قليل» من الأرصاد حول استمرار موجة الغبار، وحرصا على الطلاب والطالبات، فقد وجه مدير تعليم الرياض حمد الوهيبي بتعليق الدراسة في مدارس الرياضوالمحافظات التابعة لها». في منتصف اليوم أما تعليم الأحساء فأعلن عن تعليق الدراسة بعد مرور منتصف اليوم الدراسي وتحديداً عن الساعة ال09:17 صباحاً، وحينها قد وصل الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات لمدارسهم وأنهوا نصف الحصص الدراسية. جامعة الإمام فيما أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن تعليق الدراسة أمس الأربعاء بالجامعة والمعاهد العلمية في الرياضوالمحافظات التابعة لها، وأفادت الجامعة أن تعليق الدراسة يأتي بناءً على ما ورد من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بسبب موجة الغبار، وحفاظاً على سلامة الطلاب والطالبات. خطر وإهمال المستشار القانوني، عضو الجمعية السعودية لحقوق الإنسان، الدكتور خالد الفاخري، اعتبر أن عدم استشعار الجهات المعنية بأهمية الإعلان عن «تعليق الدراسة» في وقت مبكر في الحالات التي تشكل خطراً على سلامة وصحة الطلاب، «إهمال» من قبل تلك الجهات، طبقاً ل «الوطن». وأضاف: «شهدنا أمس حرصاً من إدارات التعليم بالإعلان عن تعليق الدراسة لسلامة الطلاب والطالبات، إلا أنه لم يكن بالشكل المأمول، إذ نتطلع في ظل تطور تقنيات الرصد الجوي التي تتيح إمكانية التنبؤ بالحالات المناخية في وقت مبكر، لأن تكون هنالك آليات واضحة لتعليق الدراسة، والتهاون في التعامل مع الحالات المناخية التي تشكل تهديداً على صحة وسلامة الطلاب يتعارض من حقوق الطفل المنصوص عليها في نظام حماية الطفل، الذي ينص على الحفاظ على سلامة الطلاب وضمان بيئة تعليمية صحية لتلقي التعليم». وأشار "الفاخري"، إلى أهمية أن يكون لدى إدارات التعليم آليات واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وأن تتم مراعاة ظروف الطلاب وأسرهم، فليس جميع الطلاب يعيشون في أسر طبيعية فيها أب وأم، وقد لا يوجد لدى أولياء أمور الطلاب يكون الإعلان في وقت مبكر، وضرورة أن لا يتم الاكتفاء بالإبلاغ عن تعليق الدراسة جماعيا، بل يجب أن تستعين إدارات التعليم بالرسائل النصية والتطبيقات لإيصال الإبلاغ إلى كل ولي أمر طالب.