أكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن ''الأرصاد'' ليس لها علاقة بتأخر تعامل الجهات الحكومية المختصة مع الظواهر الجوية، مشيرا إلى أن الرئاسة تقوم بتمرير المعلومات لوزارة التربية والتعليم، وفروع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المناطق، كي تقوم بإبلاغ الجهات التعليمية، وغيرها، لافتاً إلى أن الإعلان يكون بحسب ظهور الحالة، مبينا أن حالة الجو التي تسود الآن كافة مناطق ومحافظات المملكة ستبدأ في الاستقرار اليوم الأربعاء، بعد أن لاحت بوادر نهايتها في وقت متأخر البارحة. وأوضح القحطاني ل ''الاقتصادية'' أن الرئاسة لم تتوان في الإعلان عن تحذيراتها قبل الحالة بساعتين، لافتا إلى أن تلك التحذيرات ليس لها علاقة بوقت عمل الجهات الحكومية المرتبطة بالتعامل مع الظواهر الجوية. وأبان المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن هناك معلومات أولية مبدئية يتم إعلانها عن تلك الظواهر، وتتم متابعة تأثيراتها في المناطق، مستشهدا بالظاهرة الجوية التي تمر الآن على مناطق المملكة، حيث ذكر أن الظاهرة الحالية أعلنت عنها ''الأرصاد'' قبل يومين من حدوثها.وشكل تأخر إعلان بعض إدارات التربية والتعليم في المملكة، قرار تعليق الدراسة خلال اليومين الماضيين، مخاوف عدد من الأسر على أبنائها، في المناطق التي اجتاحتها موجة الغبار في تلك الفترة، حيث ظلت بعض الأسر تنتظر إعلان تلك الإدارات قرار تعليق الدراسة إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وسط شكوكهم في تعامل تلك الجهات مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومدى جديتها فيما يُقدم لها من تقارير عن أحوال الطقس. وطالت حملة انتقادات واسعة أمس بعضا من إدارات التربية والتعليم، عند تأخرها في إعلان تعليق الدراسة على مدى اليومين الماضيين، إلى الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، ففي محافظة الطائف حمّل عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات ''إدارة التربية والتعليم'' مسؤولية تأخر إعلان قرارها تعليق الدراسة أمس، منتقدين تأخرها في إعلان القرار، وذلك بعد اجتياح موجة غبار - وصفت ب ''العنيفة'' - المحافظة، خاصة الأجزاء الشمالية منها، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى إعلان تعليق الدراسة عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بالرغم من أن عنف موجة الغبار بدأ قبيل مغرب أمس. من جهتها وضعت الشؤون الصحية في منطقة عسير كافة مستشفياتها ومراكزها في حالة استنفار شديد بعد تزايد أعداد المرضى الذين توافدوا على مستشفيات المنطقة منذ اندلاع موجة الغبار البارحة الأولى. ووجه الدكتور عبد الله الوادعي مدير عام المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير كافة المستشفيات والمراكز الصحية باستنفار كافة طاقاتها بعد موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة، وكانت أقسام الطوارئ والعيادات في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في المنطقة قد استقبلت حتى الساعة الثانية من ظهر الإثنين أكثر من 1600 حالة، فضلا عن مئات الحالات التي استقبلتها المستشفيات والمستوصفات الخاصة، على أثر موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة. وقال سعيد بن عبد الله النقير الناطق الإعلامي في ''صحة عسير'' أن عددا من الحالات تم تنويمها والبقية تم مغادرتها بعد معالجتهم وصرف الأدوية اللازمة لهم، ودعا النقير الجميع إلى ضرورة ملازمة منازلهم وتجنب رياح الغبار والأتربة الناعمة التي تعتبر المهيج الأول للحساسية مع استخدام الأقنعة الواقية وإحكام إغلاق نوافذ المنزل وتنظيفه بشكل جيد من آثار الغبار بعد العواصف الترابية. وذكر النقير أنه من المحتمل تزايد الحالات في الساعات القادمة بسبب شدة موجة الغبار على المنطقة. وكانت موجة الغبار قد بلغت ذروتها البارحة الأولى لتواصل حتى صباح أمس وتنعدم الرؤية تماما، ما تسبب في شل الحركة الجوية من مطار أبها وإليه، فيما دعا مرور منطقة عسير قائدي المركبات إلى توخي الحذر والتوقف عن السير عند انعدام الرؤية واستخدام الأنوار والإشارات التنبيهية والتحذيرية.