كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن اتخاذها مع عدة جهات أخرى منها وزارة الزراعة لعدة إجراءات احترازية لمنع دخول الخضار الأوروبية إلى المملكة, مبينة أن دخول الخضار الأوروبية للسوق السعودية كان يتم بشكل محدود، ولكن قررت الجهات المعنية في وزارة الزراعة وهيئة الغذاء منع استيراد الخضار الأوروبية لحين انتهاء أزمة الوباء في أوروبا. وطمأن الدكتور إبراهيم المهيزع نائب رئيس الهيئة لشؤون الغذاء المستهلكين على الوضع العام في أسواق المملكة وخلوها من الوباء الجديد, مبينا أن كافة الجهات اتخذت إجراءات تحفظية صارمة بناء على النتائج حول السلالة الجديدة لبكتيريا ايشريشيا كولاي والمعروفة اختصارا ب"اي.كولاي"، حيث اصابت حتى الان في أوروبا ما يربو على 2300 شخص 500 منهم في حالة خطيرة نظير اصابتهم بنزف دموي حاد وفشل كلوي عدا عن الوفيات التي وصلت الى 23 حالة. وأبان المهيزع أن أسباب الاصابات حتى الآن غير معروفة, حيث توصل العلماء في أوروبا لنوعية السلالة الجديدة من المرض والذي يعرف منه حوالي 700 سلالة طبيعية وغير ضارة ولكن ظهرت أول سلالة خطيرة منه في عام 1993م بالولايات المتحدةالأمريكية, موضحا ان النتائج الأخيرة أثبتت سلامة الخيار الأسباني من المرض وكذلك الأنواع الأخرى كالطماطم والخس والتي تم تتبع مدى كونها السبب في المرض, ومن ثم بحثت الأجهزة الأوروبية عن نوع من الفاصولياء المجففة قد تكون هي الأخرى سببا للمرض وثبت في نهاية الأمر سلامتها, مما يزيد الصعوبة على الجهات الصحية والرقابية في اوروبا للبحث, حيث تسبب هذه الأوبئة مزيدا من التخبطات والأقاويل مع مرور الوقت دون اكتشاف المصدر. وقال المهيزع في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة أمس إن مصدر السلالة الجديدة من البكتيريا غير معروف حتى, وقد يكون مصدرها مفاجئ للعلماء كأن يكون من المياه او من أنواع الحليب ومشتقاته أو أي نوع من الاغذية الأخرى, موضحا ان العلماء من خلال خبرتهم يتوقعون اكتشاف المصدر خلال أيام معدودة, مشيرا إلى أن وزارة الزراعة استعانت بمركز الانذار المبكر لمنع دخول أي نوع من أنواع الخضار الأوروبية التي قد تكون هي مصدر المرض, وأن السلالة الجديدة تعتبر الأخطر ولا تستجيب مع أي من أنواع المضادات الحيوية. وأكد المهيزع أنه لم يسجل في المملكة نهائيا أي نوع من أنواع الأوبئة, سوى الحالات الفردية المصابة في اوقات سابقة بأي نوع من أنواع البكتيريا المعروفة, مبينا أن الهيئة تنسق مع وزارات التجارة والشؤون البلدية والقروية والزراعة لمراقبة الأغذية ومنع أو سحب أي نوع من أنواع الأغذية الفاسدة, موضحا ان الهيئة ستتحمل مع مطلع الشهر المقبل كافة الاجراءات المتعلقة بتحديد مواصفات الأغذية بدلا من هيئة المواصفات والمقاييس، كما ستتولى بالكامل مراقبة الأغذية المتسوردة والمحلية, حيث تسيطر حتى الآن على مراقبة الأغذية المستوردة والتي تشكل حوالي (65-70%) من اجمالي الاغذية المستوردة في المملكة. وأشار إلى أن الاجراءات الاحترازية ستتخذ الى وقت محدد على اعتبار أن منظمة التجارة العالمية تشدد على عدم منع أي منتجات يثبت سلامتها, وما اتخذته المملكة من اجراءات احترازية حتى تتضح الرؤية حول مصدر المرض. وطالب المهيزع المستهلكين بالتشديد على سلامة ونظافة الاغذية وتعقيمها بشكل جيد, خصوصا في فصل الصيف، حيث ترتفع نسب الاصابات والتسمم الغذائي, داعيا المسافرين خلال الفترة المقبلة والتي تتزامن مع الإجازة الصيفية لتناول الأغذية المطبوخة فقط وتجنب أي خضار مقطعة ومكشوفة.