كشفت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن تلقيها جملة من الشكاوى ضد الناقل الجوي بالمملكة "السعودية"، شملت شكاوى من ركاب وموظفي الخطوط أنفسهم تقدر بالعشرات خلال الفترة الماضية, فيما وصفها أعضاء بمجلس الشورى بأنها "طالب بليد لا يتعلم". وتضمنت الشكاوى,وفق ما ذكرت صحيفة الرياض في عددها الصادر اليوم الأربعاء, قضايا سوء معاملة يتعرض لها الركاب ومشاكل مختلفة جراء تأخير الرحلات المتكرر، والتعنيف من قبل منسوبي الخطوط السعودية في بعض الجهات الداخلية والخارجية. وقال الدكتور مفلح القحطاني رئيس الجمعية إن الجمعية وجهت دعوة لمسئولي الخطوط السعودية لحضور لقائها الدوري الرابع عن الناقل الجوي في المملكة إلا أن طلبها قوبل بالتجاهل من الخطوط السعودية، مطالبا بوجود نظام يعرّف الحقوق والواجبات للشركة الناقلة أو المسافر. وتواجه الخطوط السعودية ضغوطا إعلامية وقضايا متعددة لتحسين مستوى الخدمات والمطالب بالمعاملة الإنسانية لركابها وموظفيها بعد تزايد الشكاوى التي تتزامن مع حلول موسم الصيف، بالإضافة للأحاديث الدائرة عن القضايا المالية والإدارية التي تواجهها. وأشار القحطاني إلى أن الجمعية حرصت على عقد اللقاء في هذا الوقت لكثرة الشكاوى التي وردت للجمعية في الآونة الأخيرة كان آخرها من دبلوماسي سعودي وعائلته تعرض لسوء المعاملة وتغيير درجة المقاعد دون وجه حق. وأضاف قائلا: "لا بد من الشفافية في التعامل، ومعرفة الصعوبات التي تواجه الخطوط السعودية سواء كانت مالية أو بشرية بالإضافة لما يعانيه الركاب من تأخر الرحلات وسوء معاملة الموظفين وتهالك بعض الطائرات". سوء معاملة: من جانبه, أشار الدكتور صالح الخثلان نائب رئيس الجمعية ومتحدثها الرسمي أن هناك سوء معاملة واضح من قبل موظفي الخطوط السعودية مع المسافرين يعود لمشاكل كبيرة يعانيها الموظفين أنفسهم من خلال شكاواهم على الخطوط من عدم العدالة التي يواجهونها وضعف الرواتب وسوء التدريب. وبين أن الجمعية تتلقى خلال موسم الصيف عشرات القضايا حول تردي الخدمات ومشادات ومشاكل تحصل في فترة الصيف، وعدم الانضباط في الحجوزات وفرض رسوم متفاوتة، بالإضافة لإلغاء الحجوزات وتأخير الرحلات دون تقديم الاعتذار الرسمي والمادي للركاب. طالب بليد لا يتعلم: وطالب عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن هيجان بإيجاد حلول فعلية تقتلع مشاكل الخطوط السعودية من جذورها، بعد أن أصبح غالبية الركاب في الناقل الرسمي يعانون من مشاكل الخطوط التي باتت ظاهرة للجميع. وشدد على أهمية نقل المقر الرئيس للخطوط السعودية من جدة إلى الرياض لإحداث تغيير جذري في مشاكلها المتجذرة منذ عقود، كما طالب بالضغط على الجهات الرقابية لأداء دورها ومحاسبة المقصرين في الخطوط السعودية. وأضاف قائلا "لا بد من إحداث هزة كبيرة داخل الخطوط السعودية لتغيير أدائها وحل مشاكلها.. الخطوط السعودية كالطالب البليد الذي لا يرجى منه صلاح ولا بد من فصله، وعملية التخصيص التي تسعى لها الخطوط في الوقت الراهن هي إهدار للأموال الحكومية لا أكثر، نحن بحاجة لخروج صندوق الخطوط الأسود بداخل هذه المؤسسة وأن يكون مركزها الرياض وليس جدة، وفتح المنافسة أمام جميع الشركات وعدم التضييق عليها". من جهته أكد عضو مجلس الشورى الدكتور مازن خياط أن القضية وطنية في المقام الأول، ويحق لأي مواطن وراكب تعرض لسوء معاملة معرفة ما يدور لدى الناقل، مطالبا بالشفافية في المعلومات المالية خاصة وأن الدولة تدعم أسعار التذاكر. وأكد أن الضغوطات المتزايدة على الخطوط مع ضعف وسائل المواصلات الأخرى أمر معلوم ولكن لا يعني أن تعامل الخطوط ركابها بالتقليل من احترامهم وسط فوضى "واسطة" منتشرة داخل أروقة الخطوط.