طلب الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رسمياً من الاتحاد الدولي للعبة الأكثر شعبية في العالم، تأجيل الانتخابات على منصب رئيس "الفيفا"، والتي من المقرر إجراؤها الأربعاء، بسبب تقارير تحدثت عن "فضيحة فساد"، أدت إلى إيقاف أحد المرشحين للمنصب الدولي. وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي، ديفيد برنشتاين، في بيان أصدره الثلاثاء: "التوقيت الحالي من أكثر الأوقات التي تتعرض فيها سمعة الفيفا للضرر بشكل كبير، وبالتالي يسيء ذلك إلى سمعة كرة القدم بمجملها." جاء طلب الاتحاد الإنجليزي بعد يومين على قرار لجنة "الأخلاقيات" بالاتحاد الدولي، بإيقاف جاك وارنر نائب رئيس الفيفا، ومحمد بن همام عضو اللجنة التنفيذية، "بشكل مؤقت وفوري" عن المشاركة في أي نشاط على الصعيد الدولي. كما يأتي ذلك بعد انسحاب بن همام من سباق رئاسة الفيفا في مواجهة الرئيس الحالي، السويسري جوزيف سيب بلاتر. وخلال اجتماعها برئاسة الناميبي بيتروس داماسيب، قامت لجنة الأخلاقيات بدراسة القضايا المرتبطة بادعاءات حول خرق قانون أخلاقيات الفيفا، في أمور تتعلق بانتخابات رئيس الاتحاد الدولي، وخلصت في نهايته إلى "ضرورة الإيقاف المؤقت" في ظل استمرار التحقيق، "أخذاً بعين الاعتبار خطورة القضية." كما درست اللجنة قضية مرتبطة بمسؤولين آخرين من الاتحاد الكاريبي لكرة القدم، وهما ديبي مينجل، وجيسن سيلفيستر، إثر ادعاءات بشأن خرق قانون الفيفا للأخلاقيات، وقانون الفيفا للانضباط، وقررت اللجنة أيضاً إيقافهما مؤقتاً عن المشاركة في أي نشاط متعلق بكرة القدم. أما بخصوص التحقيق الذي فُتح في حق جوزيف سيب بلاتر، بناءً على طلب محمد بن همام عن احتمال خرق قانون الفيفا للأخلاقيات، فقد سقطت كل التهم بالكامل، بعدما خلصت اللجنة إلى "عدم ثبوت ما يشير إلى ارتكاب خرق لقانون الأخلاقيات"، وفق ما جاء على الموقع الرسمي للاتحاد الدولي. من جانبه، أكد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أنه يعتزم تقديم استئناف في قرار لجنة الأخلاقيات بإيقافه عن المشاركة في أي نشاط متعلق بكرة القدم على الصعيد الدولي، سواء كان النشاط إدارياً، أو رياضياً، أو مرتبطاً بأي جانب آخر. وجاء في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي تلقته CNN: "يرفض محمد بن همام القرار الذي أصدرته لجنة الأخلاقيات"، مشيراً إلى أنه ليس أمامه سوى الثلاثاء فقط للنظر في استئنافه ضد هذا القرار، قبل الانتخابات المقررة الأربعاء، الأول من يونيو/ حزيران المقبل. إلى ذلك، قال بطرس بطرس نائب رئيس شركة "طيران الإمارات"، أحد أبرز رعاة بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن "شركة طيران الإمارات، كغيرها من مشجعي كرة القدم بمختلف أنحاء العالم، تشعر بخيبة أمل إزاء القضايا التي تحيط حالياً بإدارة تلك اللعبة." وتابع البيان أن "طيران الإمارات، التي ترعى كل بطولات الفيفا، بما فيها بطولة كأس العالم، يحدوها الأمل في أن تجد كل هذه القضايا طريقها الى الحل قريباً، وأن تكون عند ظن المليارات من مشجعي لعبة كرة القدم حول العالم." كما ذكرت شركة "أديداس" أنها "تتطلع إلى استمرار شراكاتها الناجحة مع الفيفا"، وأضافت أنها ستكون أحد الرعاة الرسميين لبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، مشيرةً إلى أن "الأحاديث السلبية التي تتردد حول الفيفا في الوقت الراهن، لن تكون في صالح كرة القدم، أو الاتحاد الدولي وشركائه." وكذلك، ذكرت شركة "كوكاكولا" أن "المزاعم الحالية والتي بدأت تتصاعد مؤخراً، مثيرة للاستياء وتضر كثيراً بالرياضة، ونحن لدينا كل التوقعات بأن الفيفا سوف يتعامل مع هذا الموقف، بطريقة ملائمة وأخلاقية." يُذكر أن رئيس الفيفا، جوزيف بلاتر، كان قد نفى في وقت سابق، وجود فساد في المؤسسة المشرفة على اللعبة الأكثر شعبية في العالم، كما نفى وجود "أزمة" بسبب التحقيقات الحالية، واستبعد وجود ما يستدعي إعادة النظر في فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022. وقال بلاتر، الذي تحدث بعد 24 ساعة على إيقاف اثنين من كبار المسؤولين في الفيفا، وصدور قرار بتبرئته شخصياً، إنه سيواصل السير بخططه للفوز برئاسة الاتحاد لدورة جديدة، بعد أن بات المرشح الوحيد للمنصب إثر انسحاب بن همام.