أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس أنه وجه "دعوة" الى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لفتح مكتب دائم في لندن، وذلك لدى استقباله صباحا رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال كاميرون في تصريح للصحافيين بحضور مصطفى عبد الجليل "بوسعي ان اعلن عن سلسلة اجراءات لتعزيز تعاوننا مع المجلس"، وأضاف أن "الحكومة تدعو اليوم المجلس الى فتح مكتب رسمي هنا في لندن" معتبرا ان المجلس الانتقالي "هو الطرف السياسي الشرعي في ليبيا". وسيكون اول مكتب في اوروبا للمجلس الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين الذين يقاتلون نظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ اكثر من اربعين سنة. وستعزز لندن ايضا بعثتها الدبلوماسية في بنغازي معقل الثوار الليبيين في شرق البلاد بارسالها ممثلين على مستوى عال. وتابع كاميرون "اننا بصدد وضع اللمسات الاخيرة على مشاريع تحويل ملايين الجنيهات (اليورو او الدولار) من التجهيزات لشرطة بنغازي، وسنزيد في مساعدة" المجلس الانتقالي "بتزويده بتجهيزات اتصال". وشدد كاميرون على انه "يستحيل تصور مستقبل فعلي ليبيا مع وجود القذافي في الحكم"، واعتبر ان المجلس الانتقالي "يمثل مستقبل ليبيا بينما القذافي يمثل الماضي" مرحبا "بعزم وشجاعة" المجلس الذي "يعارض طاغية يستمر في قتل الابرياء". واضاف كاميرون مخاطبا مصطفى عبد الجليل ان الاجراءات التي اعلنتها لندن "تدل على عزمنا الواضح جدا للعمل معكم ومع زملائكم لضمان ان يكون لليبيا مستقبل آمن ومستقر خال من غطرسة نظام القذافي". واعرب عبد الجليل عن ارتياحه لما اعلنته الحكومة البريطانية مؤكدا ان لندن "لن تندم عن هذا الموقف"، وأضاف "اننا اتينا الى هذا البلد للتعبير عن شكرنا وامتناننا للشعب البريطاني وحكومته لانضباطهما وموقفهما الاخلاقي ولتاكيد صحة خيار الشعب البريطاني". واعلن كاميرون هذه القرارات في حين كثفت المملكة المتحدة التي تشارك في الغارات الجوية التي يقودها حلف شمال الاطلسي على ليبيا منذ نهاية اذار/مارس، في الاسابيع الاخيرة خطوات الاعتراف والدعم للمجلس الوطني الانتقالي.