وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى ولاية ألاباما الجمعة، لتفقد الأضرار الناجمة عن موجة من العواصف والأعاصير القوية التي تجتاح الولاياتالجنوبية، وأسفرت عن سقوط ما يقرب من 300 قتيل، في الوقت الذي أعلنت فيه ولاية المسيسبي حالة التأهب تحسباً لإعصار مدمر. ورفعت الإدارة القومية للأحوال الجوية شدة الإعصار الذي يضرب منطقة "سميثفيل" بولاية المسيسبي، إلى الدرجة الخامسة EF-5، ليصبح أقوى إعصار يضرب الولاية الواقعة في جنوب شرق الولاياتالمتحدة، منذ إعصار "كاندلستيك بارك"، الذي ضرب قرب منطقة "جاكسون"، بذات الولاية، في الثالث من مارس/ آذار عام 1966. ويعود آخر إعصار تبلغ شدته EF-5 ضرب الولاياتالمتحدة، إلى 25 مايو/ أيار 2008، في منطقة "باركسبرغ" بولاية "إيوا"، وسط أمريكا، ولا تتجاوز نسبة الأعاصير التي تم تصنيفها بتلك القوة ثلاثة في المائة من إجمالي الأعاصير التي ضربت الولاياتالمتحدة منذ عام 2007. من جانب آخر، وصل الرئيس أوباما إلى مدينة "توسكالوسا"، أكثر المناطق المتضررة في ولاية ألاباما الجمعة، في زيارة للتعبير عن تضامنه مع سكان أكثر الولايات المنكوبة بموجة الطقس السيئ التي تضرب ست ولايات على الأقل في الجنوب الأمريكي. ورفعت التقديرات الرسمية حصيلة ضحايا هذه الموجة من العواصف والأعاصير إلى 298 قتيلاً بحلول الساعات الأولى من صباح الجمعة، بينهم 210 قتلى في ولاية ألاباما وحدها، و34 قتيلاً في تينيسي، و33 في المسيسبي، و15 في جورجيا، وخمسة في فيرجينيا، وقتيل واحد بولاية أركنساس. وأدت موجة الطقس السيئ التي تجتاح جنوب ووسط الولاياتالمتحدة، منذ الثلاثاء الماضي، إلى عزل عشرات الآلاف عن العالم، بعدما تسببت عواصف قوية في تسوية عشرات المنازل بالأرض، واقتلاع مئات الأشجار، وقطع خطوط الطاقة والاتصالات عن العديد من المناطق. وفي أعقاب إعلان حاكم ولاية ألاباما، روبرت بنتلي، حالة الطوارئ، وقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قراراً بمنح مساعدة فيدرالية عاجلة لدعم جهود الإغاثة الجارية في جميع المقاطعات المنكوبة في الولاية، والتي تضررت بشدة نتيجة تلك العواصف والأعاصير القوية. وشهدت مدينة "توسكالوسا"، أكثر المناطق تضرراً في ألاباما، سقوط ما يزيد على 36 قتيلاً، عندما اجتاح إعصار مدمر المدينة بعد ظهر الأربعاء، بحسب عمدة المدينة، والتر مادوكس، الذي وصف حالة الدمار لCNN بقوله: "لقد كانت هناك أجزاء في المدينة لا يمكنني أن أتذكر تفاصيلها بدقة." وتابع مادوكس، في تصريحات للصحفيين في مدينة "توسكالوسا" قائلاً: "لدينا هنا مئات المنازل والمراكز التجارية قد تدمرت تماماً، كما أن هناك مئات أخرى طالتها أضرار كبيرة، وعشرات الطرق أصبح من غير الممكن استخدامها أمام حركة المرور." وفي الغضون، أصدرت سلطات العديد من ولايات الجنوب الأمريكي تحذيراً من خطر التعرض لفيضانات عارمة، مع استمرار تساقط الأمطار الغزيرة، والتي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في نهر "تومبيغبي"، بحسب وكالة الأرصاد الجوية.