تحدثت الخدمة العالمية لبي بي سي إلى قس يحاول مساعدة آلاف المهاجرين من منطقة شمال أفريقيا المضطربة في الوصول إلى إيطاليا خلال رحلتهم البحرية المحفوفة بالمخاطر. أقام القس، موسى زيراي، من مكتبه في الفاتيكان خطا مباشرا مع منطقة في وسط البحر الأبيض المتوسط. وبفضل هاتف يعمل عن طريق الأقمار الاصطناعية يظل القس على اتصال دائم مع المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور البحر في اتجاه أوروبا مع ما يحف رحلتهم البحرية من مخاطر جمة. يحاول المهاجرون عبور البحر في قوارب خشبية ركيكة أو قوارب مطاطية. وعندما تصادفهم مشكلة خلال رحلتهم البحرية، يتصلون بالقس الذي يتصل بدوره بحرس السواحل أو وسائل الإعلام المحلية بهدف الضغط على السلطات الإيطالية لنجدتهم. لقد أنشأ القس منظمة خيرية عام 2006 بهدف مساعدة المهاجرين وظل يدافع عن حقوقهم على مدى سنوات. أزمات سياسية الأزمات السياسية التي شهدتها تونس ومصر والنزاع الذي تشهده ليبيا حاليا، كل هذه العوامل ساهمت في ارتفاع أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون المتوسط إلى أوروبا. وقد حظيت المنظمة الخيرية التي أنشأها القس باهتمام عالمي. وعادة ما تصل قوارب المهاجرين إلى جزيرة إيطالية صغيرة تسمى لامبيدوسا في جنوب إيطاليا. لقد وصل عشرات الآلاف من المهاجرين إليها خلال الأسابيع القليلة الماضية ومعظمهم من تونس القريبة ولكن أيضا من مصر وليبيا. ويُذكر أن ليبيا كانت تقليديا بوابة العبور بالنسبة إلى المهاجرين غير الشرعيين من إثيوبيا وإريتريا والصومال وبلدان جنوب الصحراء الكبرى الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا. يقول القس زيراي إن هذه الطريق أصبحت مؤخرا محفوفة بمخاطر أكثر من قبل مضيفا أن "معارضي القذافي ينظرون بعيون الشك إلى كل الأفارقة لأنه استخدم المرتزقة الأفارقة (في النزاع الدائر في ليبيا)". لقد سمع قصصا بشأن مهاجرين ألقي القبض عليهم في الحدود الليبية، لقد تعرضوا لاعتداءات ونهب ومضايقة. وقتل بعضهم. مخاطر وأضاف أن المهاجرين الذين ينجحون في الوصول إلى ليبيا يواجهون مخاطر أخرى ومن ضمنها الركوب في قوارب لا ينبغي أن يسمح لها أصلا بالإبحار بسبب عدم صلاحيتها. ويمضي قائلا إن أكثر من 600 شخص ماتوا غرقا في البحر خلال الأسابيع الأخيرة، مضيفا أنهم يخاطرون بكل شيء آملين أن يصلوا إلى مكان آمن يوفر لهم الحماية الدولية حتى يبدأوا حياتهم من جديد. وقال رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو بيرلسكوني، إن تدفق المهاجرين مؤخرا على جنوب إيطاليا تسبب في أزمة إنسانية هناك. وأمر مؤخرا بترحيل الدفعة الأولى من المهاجرين إلى بلدانهم في أفريقيا. ضغوط لقد تعرض القس إلى ضغوط من قبل جماعات ضغط مناوئة للمهاجرين غير الشرعيين واتهموه بأنه يشجع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. والقس زيراي بنفسه وصل إلى إيطاليا مهاجرا من إريتريا قبل عشرين عاما ولهذا يتعاطف مع الناس الذين يساعدهم. لقد هرب من اضطهاد نظام منغستو هيلا مريام الذي كان يحكم إثيوبيا آنذاك (كانت إيريتريا جزءا من إثيوبيا آنذاك). وقال القس إن الكثير من المهاجرين القادمين من ليبيا والمتوجهين إلى صحراء سيناء على أمل النجاح في الوصول إلى إسرائيل يتعرضون للاختطاف من قبل العصابات التي تتاجر في البشر وتطلب من أسرهم سداد مبالغ تصل إلى عشرين ألف دولار مقابل الإفراج عنهم. وأضاف أن نحو 400 مهاجر ربما قتلوا في صحراء سيناء نتيجة اختطافهم. ورغم أن الشرطة الإيطالية تتعامل ببرودة مع المهاجرين، فإن القس يجد بعض التشجيع بسبب تعاطف الإيطاليين مع المعوزين منهم الذين ينجحون في الوصول إلى شواطئها.