قُسِم طلبة في إحدى الجامعات لمجموعتين وأعطيت إحدى المجموعتين علبة صغيرة تحوي ستة أنواع من الحلوى لتقييمها وأعطيت المجموعة الأخرى علبة بها ثلاثون نوع من الحلوى لنفس الغرض وكانت النتيجة أن الفئة التي أخذت القليل كانت أكثر رضا و هدوء و سعادة أما الفئة الثانية صاحبة الخيارات الكثيرة فكان القلق و الجدل و التشتت هو السائد عليها برغم ما يبدو أنه سعادة ظاهرية. تلك هي التجربة التي قام بها عالم النفس الأمريكي باري شوارتز وكان الهدف منها نفي فرضية أن كثرة الخيارات هي وضع يشعر بالرضا والسعادة حيث أوضحت التجربة المذكورة في كتابه (مفارقة الإختيار The Paradox of choice) أن كثرة الخيارات تسبب القلق و التشتت. و في "خطوات إتخاذ القرار" في علم الإدارة تكون الخطوة - 4 هي تقييم الخيارات / البدائل أي تقليلها وثم تكون الخطوة - 5 هي إختيار الحل حسب التدرج الآتي: 1- الوعي بوجود مشكلة. 2- تعريف المشكلة وحدودها. 3- البحث عن بدائل (خيارات) مختلفة للحل. 4- تقييم خيارات الحل. 5- اختيار انسب بديل للحل. 6- تطبيق ومتابعة الحل. ويذكر الدكتور شوارتز ثلاث تأثيرات سلبية تنتج من كثرة الخيارات وهي: 1. القرار يتطلب جهد أكبر. 2. إحتمالية للخطأ تكون أكبر. 3. التبعات النفسية في حال الخطأ جسيمة. وعليه يجب التروي والاستشارة بمن يوثق بعلمه وصدقه قال تعالى :( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) والأهم بعد ذلك إكتساب مهارة تقييم ومن ثم الجسارة في إلغاء وحذف الخيارات المشكوك في نتيجتها وتكون صلاة الإستخارة و الله الهادي لسواء السبيل. فرحان حسن الشمري للتواصل مع الكاتب: e-mail: [email protected] Twitter: @farhan_939