- هند المجيش - الظهران الجنوب نظّم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) منتدى “إثراء التطوع” الذي عُقد تحت شعار “نحو تطوع مستدام” احتفالًا باليوم العالمي للتطوع، وذلك عبر سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي تهدف إلى الارتقاء بإمكانيات الشباب وتطوير مهاراتهم؛ للنهوض بهم في مجتمع المعرفة وتهيئتهم للتقدم والإزدهار في ميادين الإبداع المختلفة، وذلك عبر استعراض مجموعة من التجارب والخبرات لأشخاص بارزين في العمل التطوعي. وأوضح مدير مركز “إثراء” حسين حنبظاظة، “أن المركز استقبل أكثر من 4000 متطوع ومتطوعة خلال 3 سنوات الماضية، محقّقين أكثر من 280 ألف ساعة تطوعية، حيث أن البرامج التي يحتضنها المركز تتمحور حول تنمية جوانب الإبداع والمواهب المختلفة والتجديد المستمر في حقول الإبداع، والمعرفة، والثقافة، والفن، والمجتمع، متطلّعين أن يصبح المركز منصة رائدة في العمل التطوعي، وذلك اعترافًا بالتأثير الذي تقدّمه البرامج التطوعية في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومتعاون بوصفه العمل الأساسي للمواطنة”. وأكّد حنبظاظة، “على أهمية بناء الإنسان والاعتماد على الطاقة البشرية الشبابية التي تقوم عليها استدامة المجتمعات وتنميتها، حيث ظهر متطوعو “إثراء” هذا العام بظروفٍ صعبة على العالم أجمع، وذلك بالمشاركة في عدة مبادرات تمثلت في “سلال الخير” – خدمات أرامكو المجتمعية – والتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية لتوزيع السلال الغذائية على المستفيدين البالغ عددهم 225 أسرة، عبر توزيع أكثر من 15 ألف سلة غذائية، إلى جانب إعداد أكثر من 2200 قناع حماية للوجه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث وزّعت على أبطال العاملين في الصفوف الأمامية بالقطاع الصحي، مسجلين بذلك أكثر من 1052ساعة تطوعية خلال “جائحة كورونا”، فيما ازدان مبنى “إثراء” بأسماء أبطال الصحة، والقطاع الأمني، والطاقة، مجسدين بذلك العطاء في أجمل صوره ومعانيه”. ويأتي منتدى “إثراء التطوع” بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع الذي يُحتفى به في الخامس من شهر ديسمبر من كل عام، بحسب منظمة اليونسكو، ويهدف إلى شكر المتطوعين على مجهوداتهم، وزيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع، إلى جانب رفع مشاركة المتطوعين في المجتمعات التي تعزز من أهمية تكامل الخبرات في بناء ممارسات تعليمية ناجحة، وتحقيق التنمية المستدامة القائمة على القواعد الراسخة من القيم الإنسانية. واستضاف منتدى “إثراء التطوع” جلسات حوارية عبر مجموعة من المتحدثين، حيث تكونت الجلسة الأولى من كلمة بعنوان “تجارب ملهمة” قدمها كلًّا من الدكتور محمد الحاجي مستشار العلوم السلوكية والاجتماعية، وشريك مؤسس ومدير العلاقات العامة في مركز جينوم للفحوصات الوراثية، ومهتم بإثراء المحتوى العربي عن طريق التدوين أو سلسلة وعي التي أطلقها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان المتحدث الثاني رائد محمد المدير التنفيذي لجمعية الإعلاميين السعوديين، ومتخصص في منهجية إدارة المشاريع التنموية، حيث صمّم وأدار العديد من المبادرات التنموية والإعلامية، كما قدم العديد من الدورات في مجال التطوع والقطاع غير الربحي. وضمّ المنتدى جلسة حوارية أخرى بعنوان “الاستدامة وتسريع النجاح من خلال التطوع” قدمها كلًّا من المتحدثة رزان العقيل التي شاركت في برنامج إثراء التطوعي “إثراء المعرفة”، وبرنامج أرامكو الثقافي، وهي تمثل المملكة العربية السعودية في مجلس الأممالمتحدة للشباب، كما مثلت المملكة في منتدى الشباب لمجلس الأممالمتحدة الاقتصادي الاجتماعي، وفي منصة الشباب للتنمية المستدامة، والمتحدث عبدالرحمن بوحيمد موظف أرامكو السعودية، وصانع محتوى، ومذيع صوتي، ومؤلف صدر له كتاب “أشجار المارشملو”، ومؤسس ومقدم بودكاست إسفنجة، وعزلة، وشطرنج، وحاصل على الرخصة الدولية للعمل التطوعي، وهو عضو مجلس متطوعي إثراء”. كما احتفى منتدى “إثراء التطوع” بكلمة حوارية تحت عنوان “التطوع والتنمية الإبداعية” للمتحدث همام ناصر بن جريد الحاصل على الزمالة الأوروبية في إدارة المنظمات غير الربحية، وعمل كمدير سابق لمركز تنمية الشباب “وراف”، ومستشار علاقات الشباب في المركز الوطني لأبحاث الشباب، كما عمل كمدير تنفيذي ل “إخاء”، ومدير إدارة الشراكات الاستراتيجية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن. وقدم مركز “إثراء” بالتزامن مع احتفال اليوم العالمي للتطوع، باقة من ورش العمل والفعاليات التي سبقت الاحتفال، واستمرت على مدى 4 أيام، حيث سعى المنتدى الذي أقيم بالتزامن مع “إثراء التطوع” إلى تعزيز مفهوم استدامة العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية؛ لتمكين المتطوعين وبناء مفهوم أكبر لدوافع العمل التطوعي على كافّة الأصعدة، إلى جانب خلق فرص واعدة وملهمة جديدة، ووضع بصمات المتطوعين الخاصة في مجالات الحياة المختلفة. الجدير بالذكر أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) يهدف إلى نشر الثقافة بين الشباب السعودي والعربي عبر البرامج النوعية التي تسهم في زيادة الوعي، سعياً منه للوصول إلى 400 ألف ساعة تطوعية سنويًا، عبر الشراكات المجتمعية، وذلك لتمكين أكثر من 100 ألف متطوع ومتطوعة من المشاركة الإيجابية في خدمة المجتمع بحلول عام 2030، وذلك باعتبار “إثراء” منبرًا ثقافيًا بارزًا يعزز الجهود التطوعية لتصبح منظومة متكاملة تهدف إلى بناء القدرات البشرية وخدمة المجتمع.