- مبارك الدوسري - الرياض حظيت جمعية الكشافة العربية السعودية باهتمام ورعاية ودعم فائق من ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- ، حيث أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بإدخال الكشافة في المدارس خلال استقباله ضيوف ووفود بيت الله الحرام بمكةالمكرمة في اليوم العاشر من ذي الحجة عام 1354ه للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، وكان من ضمن الضيوف الوفد العراقي الذي تضمن بالإضافة إلى الوفد الرسمي فريق من الكشافة، فسأل جلالته عنهم وقيل له أن هؤلاء هم كشافة العراق جاءوا لأداء فريضة الحج وتقديم الخدمات اللازمة للمحتاجين وكبار السن من الحجاج، وإنهم كشافة سلم ومحبة وإخاء وأن الكشفية تعنى بتربيتهم وتعويدهم على الاعتماد على النفس وحب الوطن، وأعجب الملك حينه بها ووجه بتكوين فرق كشفية بمدارس المملكة، وبعد أن صدر أمر الملك عبدالعزيز بتعيين السيد طاهر الدباغ مديراً عاماً للمعارف عام 1355ه خلفاً للشيخ إبراهيم الشورى أنشأ الدباغ عام 1356ه مدرسة تحضير البعثات بمكةالمكرمة وأسس بها أول فرقة كشفية وكانت تشارك في استقبال وتوديع الملك عند قدومه إلى مكةالمكرمة أو مغادرتها، كما شاركت فرقة المدرسة الصولتية التي تأسست فيها أول فرقة كشفية عام 1362ه في المهرجان الكبير الذي أقيم عام 1364ه بمناسبة قدوم الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى مكةالمكرمة. وخلال زيارة جلالة الملك سعود -رحمه الله- لمكةالمكرمة بداية حكمه، أمر بمنح أرض كبيرة يقام عليها مخيم كشفي، حيث تم تسويرها وبنيت عليها بعض الغرف الجانبية، ونصبت فيها الخيام الصغيرة، وسرادق كبير، وفي التاسع عشر من ربيع الثاني عام 1381ه ، أصدر رحمه الله المرسوم الملكي رقم 22 بتأسيس جمعية الكشافة العربية السعودية واعتبارها هيئة ذات شخصية اعتبارية مقرها الرئيس الرياض. وانطلاقا من حرص جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – على جمع الكلمة وما تنطوي عليه مبادئ الحركة الكشفية من معاني الإخوة والتعاون على البر، صدرت موافقته السامية في الرابع والعشرين من ربيع الثاني عام 1384ه ، بتعميم مشاركة خدمة الحجاج التي كان يقوم بها كشافة المملكة فقط ، بتعميمها لتشمل الدول العربية والإسلامية بحيث يقام تجمعاً إسلامياً كل عامين حيث أقيمت ستة تجمعات لجوالة البلاد العربية والإسلامية بمكةالمكرمة من عام 1384ه إلى عام 1394ه، وكان رحمه الله يحرص على افتتاحها أو استقبال المشاركين فيها ، كما شجع النشاط الكشفي بشكل عام ورعى كثيراً من الأنشطة الكشفية الصيفية، ووافق على مشاركة جمعية الكشافة في كثير من الدراسات والدورات والمؤتمرات والمخيمات، ورحلات وزيارات لبعض الدول الإسلامية لتوثيق الروابط معها. كما شهدت الكشافة في عهد الملك خالد – رحمه الله – مزيداً من الدعم المالي ، ومنحت جمعية الكشافة في عهده أكبر إعانة مالية سنوية منذ تأسست، كما شهد عهده رفع مكافآت القادة والكشافة والجوالة العاملين بمعسكرات الخدمة العامة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، وحضر حفلات افتتاح واختتام بعض التجمعات الإسلامية، ونشطت المشاركات السعودية في الخارج على كافة المستويات ، كما وجدت الكشافة في عهد الملك فهد – رحمه الله- اهتماما كبيراً منه حيث وافق على مشاركة القيادات الكشفية السعودية في كثير من المناسبات الخارجية وأقيمت في عهده أكبر تظاهرتين عربيتين تستضيفها المملكة حيث استضافت المخيم الكشفي العربي الرابع والعشرين الذي أقيم مدينة الطائف عام 1420ه، والمؤتمر الكشفي العربي الثالث والعشرين الذي أقيم في مدينة الرياض عام 1421ه، واستقبل رحمه الله الوفود المشاركة فيه، كما صدر في عهده نظام الجمعية المعدل وافتتح أول تجمع كشفي أقيم في جدة عام 1378ه عندما كان وزيراً للمعارف، وبنيت في عهده الكثير من مراكز التدريب الكشفية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة. ووضع الملك عبدالله – رحمه الله – بصمة كبيرة على خارطة الكشافة العالمية بتبنيه واهتمامه بالمشروع الكشفي العالمي ” رسل السلام ” ، كما افتتح المخيم الكشفي العربي الرابع والعشرين ، ومدينة الملك فهد الكشفية عام 1421ه ، واستقبل عام 1422ه المشاركين في المؤتمر الكشفي العربي الثالث والعشرين الذي أقيم في الرياض، وحينها دعا الكشافين في جميع أنحاء العالم أن يكونوا رسل سلام، كما استقبل عام 1426ه المشاركين في المخيم الدولي الكشفي للتعرف على الحضارات وتبادل الثقافات الذي أقيم في الجبيل، ورعى إنطلاقة المشروع الكشفي العالمي رسل السلام عام 2011 من مدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وأعلن في ذلك اليوم تبرعه بمبلغ 37،25 مليون دولار، والذي يطبق الآن في أكثر من 150 دولة، ومنح وقتها وسام الذئب البرونزي أعلى وسام كشفي عالمي تقديراً لدعمه للسلام والعمل الكشفي، كما كان قد منح زمالة بادن باول خلال استقباله لملك السويد الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي كارل جوستاف السادس عشر حينما زار الرياض لافتتاح معرض السلام الكشفي الدولي في مركز الملك فهد الثقافي عام 1429ه. وشهدت الكشافة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله – المزيد من الانجازات والتطورات للكشافة السعودية على الصعيدين الوطني والعالمي ، ومنها رعايته حفظه الله للمؤتمر العالمي ” الكشفية والعمل التطوعي ” الذي نظمته الجمعية بالرياض خلال الفترة 1-3/6/1438ه ، ورعاية المؤتمر العالمي ” الكشفية وحماية البيئة ” الذي عقد بالرياض خلال الفترة 7-8/6/1440ه ، بمشاركة نخبة من كشافة العالم المهتمين والمختصين بالعمل التطوعي والبيئي ، كما شهد عهده – حفظه الله – صدور قرار مجلس الوزراء المنعقد يوم الثلاثاء 24/ 7 / 1439ه بالموافقة على النظام الأساس للجمعية والذي من شأنه أن يزيد من الحضور الكشفي ، وتحقيق الأهداف المنشودة منه ، وشهد عهده إعلان الصندوق الكشفي العالمي تجاوز المشروع الكشفي العالمي رسل السلام الذي أنطلق من المملكة ويحظى بدعم من حومتها لتحدي المليار ساعة عمل في خدمة الانسانية حول العالم ، وسجلت الجمعية في عهده حضوراً قوياً وفاعلاً في المناسبات العالمية ، كما أن أفراد الجمعية المشاركين في خدمة الحجاج بمكةالمكرمة يحضون سنوياً بالتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وتهنئته بعيد الأضحى المبارك خلال استقباله أصحاب السمو الملكي الأمراء، وسماحة مفتي عام المملكة، وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ، وكبار المدعوين ، وأصحاب المعالي الوزراء، وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في الحج . وكان خادم الحرمين الشريفين يولي الكشافة منذ أن كان أميراً للرياض الكثير من الاهتمام حيث أستقبل وفد الصداقة الكشفي الأمريكي لدى زيارته الرياض عام 1403ه ، واستقبل المشاركين في اللقاء الرابع لرؤساء الجمعيات والهيئات الكشفية العربية المنعقد بالرياض عام 1408ه ، وأستقبل المشاركين في المؤتمر الكشفي العربي ال 23 الذي استضافته الرياض عام 1422ه ، ورعى حفل التكريم الثالث لجمعية الكشافة عام 1428ه، وأفتتح مع ملك السويد معرض السلام العالمي عام 1429ه بالرياض، وقلده في نفس العام ملك السويد زمالة بادن باول .